دعوة حسن البنا إلى الشمول والتوازن:
وهذا ما جعل الإمام حسن البنا يقول عن دعوته: إنها تضم كل هذه المعاني المتفرقة في الجماعات والجمعيات الإسلامية المختلفة.
فقال في رسالة المؤتمر الخامس شارحا ما سماه "إسلام الإخوان المسلمين" وهو يعني: ما انفردوا به من فهم شمولي متوازن للإسلام، بعد أن جزأه الآخرون، وجعلوه لحما على وضم، لا كما وصفه الله حين قال لرسوله: }وَنَزَّلْناَ عَليْكَ الْكِتاَبَ تبِياَنا لِكُلِ شَيْءٍ وَ هُدى وَرَحْمَة وَبشُرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل:89].
ووصف حسن البنا جوانب الإصلاح في دعوة الإخوان، فقرّر أنها:
1 - دعوة سلفية: لأنهم يدعون إلى العودة بالإسلام إلى معينه الصافي من كتاب وسنة رسوله.
2 – وطريقة سنية: لأنهم يحملون أنفسهم على العمل بالسنة المطهرة في كل شيء، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك سبيلا.
3 – وحقيقة صوفية: لأنهم يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس، ونقاء القلب، والمواظبة على العمل، والإعراض عن الخلق، والحب في الله، والارتباط على الخير.
4 – وهيئة سياسية: لأنهم يطالبون بإصلاح الحكم في الداخل، وتعديل النظر إلى صلة الأمة الإسلامية بغيرها من الأمم في الخارج، وتربية الشعب على العزة والكرامة والحرص على قوميته إلى أبعد حد.
5 – وجماعة رياضية: لأنهدم يعنون بجسومهم، ويعلمون أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وأن النبي صلى الله عليه يقول: "إن لبدنك عليك حقاً" . [متفق عليه: رواه البخاري في الصوم (1975) ومسلم في الصيام (1159) كما رواه أحمد في المسند (6867) والنسائي في الصيام (2391) عن عبد الله بن عمرو].