"بذل السلام للعالم" لفظ جاء في صحيح البخاري موقوفا على عمار ، وجاء مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في غير البخاري ، ومعناه بذل تحية السلام للناس كافة ، وعدم اتباع الهوى فيها بحيث لا يسلّم إلا على خاصته وأحبته ، أو يقتصر فيها على معارفه ، بل يقرأ السلام على من عرف ومن لم يعرف ويفشيه كما دلت عليه الأحاديث ،
وليس معناه مما يروّج له حملة الدين الأبرهي في شيء . ولو فرضنا أن معناه ما يقصدون فلماذا لا يدعون العالم لبذل السلام للمسلمين ، فهم اليوم من يتعرضون للعدوان في كل مكان بدعم وتغطية من رؤوس الشرّ والطغيان في الغرب والشرق : أمريكا وروسيا والصين وكثير من دول أوروبا ، وبتمويل وتنفيذ من أذنابهم الساعين إلى تمييع دين الله ثم تبديله ، حتى لا يكون شيءٌ من الدين لله ، وحتى تنتشر فتنة الناس عن دين الله ، وحتى يُمحَى من على وجه الأرض كل صوت يقول لقوى الطغيان والكفر والظلم : لا .
يا من تدعون المسلمين للاستسلام والخنوع والذلة والمهانة ، عالجوا عينكم العوراء والأخرى الحولاء ، لتعلموا أن الذي يحارَب في كل مكان ويُقتَّل ويُسجَن ويُنتزَع منه أولاده وتغتصب مقدساته ويحال بينه وبين أن يحكمه من يرتضيهم هم المسلمين .
ادعو أسيادكم لمسالمة المسلمين ، ثم إذا رأيتم جيوش المسلمين تحشد وتستنفر للظلم والعدوان فاعقدوا عندئذ مؤتمراتكم لتقنعوها بحل الألوية المعقودة ووضع السلاح المرفوع وخلع اللأمة الملبوسة.
والسلام على من اتبع الهدى.