في يومها العالمي، البقول تمكن الشباب من بناء نظم زراعية وغذائية مستدامة

تحتفل الأمم المتحدة، اليوم الخميس، باليوم العالمي للبقول، حيث تحتفل هذا العام بالكيفية التي يمكن بها للبقوليات، أن تمكّن الشباب للمساعدة في بناء أنظمة زراعية مستدامة. تعتبر البقوليات ضرورية للعديد من المأكولات في جميع أنحاء العالم.
 

مع التركيز على الدور الرئيسي الذي يلعبه الشباب في تشكيل مستقبل أفضل بشأن الغذاء، تعقد منظمة الفاو فعالية افتراضية عبر الإنترنت، تعرض خلالها شهادات ووجهات نظر ممثلي الشباب.

في تغريدة على موقع تويتر، قال المدير العام للوكالة الأممية، شو دونيو، إنه دعا الشباب "لدعم تحويل أنظمة الأغذية الزراعية لتكون أكثر استدامة، للمساعدة في تحقيق أهـداف التنمية المستدامة."

جسور بين التقنيات الحديثة والتقليدية

وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة، فإن البقول تخلق فرصا اقتصادية واجتماعية وبيئية، ولكن لاعتماد الزراعة التي تعتمد على البقوليات، يجب أن يكون الشباب في صميم أي استراتيجية يتم وضعها.

وقالت الوكالة في بيان بشأن الفعالية: "يمكن للشباب أن يكونوا بمثابة جسر بين تقنيات الزراعة التقليدية والتقنيات الجديدة، مما يساعد على جعل الزراعة أكثر استدامة ومراعية للتغذية".

يمكن للشباب أيضا إضافة قيمة إلى ترويج البقول من خلال تسليط الضوء على فرص الأعمال الجديدة على طول سلسلة القيمة.

 

ماذا تعرف عن البقول؟

البقول هي نوع من المحاصيل التي لا تُحصد إلاّ للحصول على بذورها الجافة. والفاصولياء المجففة والعدس والبازلاء هي أكثر ما يُعرف ويُستهلك من أنواع البقول.

وتدخل البقول في الأطباق والمأكولات في كل أنحاء العالم، من الحُمص في منطقة البحر المتوسط إلى الإفطار الإنكليزي الكامل التقليدي (الفاصولياء المطهية) إلى الدال الهندية (البازلاء أو العدس).

ولا تشمل البقول المحاصيل التي تحصد خضراء (مثل البازلاء الخضراء، والفاصولياء الخضراء)، فهذه تصنَّف كخضروات.

ويُستبعد منها أيضاً المحاصيل المستخدمة أساساً لاستخلاص الزيت (مثل فول الصويا والفول السوداني) والمحاصيل البقولية التي يقتصر استخدامها على أغراض الغرس (مثل بذور الدفل والبرسيم).

وتشمل البقول الشائعة جميع أصناف الفاصولياء المجفَّفة، مثل الفاصولياء الحمراء، وفاصولياء ليما، والفاصولياء البيضاء، والفول. وتشمل البقول أيضاً الحُمص واللوبياء السوداء العين، والبازلاء الهندية، وكذلك جميع أصناف العدس.

 الفوائد الصحية والاقتصادية

البقول محاصيل أساسية لعدة أسباب. فهي غنية بالعناصر الغذائية وتحتوي على الكثير من البروتين، ويجعلها ذلك مصدراً مثالياً للبروتين، خاصة في المناطق التي يتعذَّر فيها الحصول على اللحوم ومنتجات الألبان مادياً أو اقتصادياً. 

والبقول منخفضة الدهون وغنية بالألياف القابلة للذوبان التي يمكن أن تخفِّض مستوى الكولسترول وتساعد على ضبط نسبة السكر في الدم. ونظراً لتلك الخصائص فإن منظمات الصحة توصي بها من أجل مكافحة الأمراض غير المعدية، مثل السكر وأمراض القلب.

وثبت أيضاً أن البقول تساعد على مكافحة البدانة.

أما بالنسبة للمزارعين فإن البقول يعد محصولا هاما يمكنهم بيعه أو استهلاكه هم وأسرهم. ويساعد خيار تناول البقول وبيعها المزارعين على الحفاظ على الأمن الغذائي للأسرة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

التخفيف من تغير المناخ 

وعلاوة على ذلك، فإن خصائص تثبيت النيتروجين التي تتميَّز بها البقول تحسن خصوبة التربة، ويؤدي ذلك إلى زيادة وتحسين إنتاجية الأراضي الزراعية.

وعن طريق استخدام البقول في الزراعة البينية ومحاصيل التغطية، يمكن للمزارعين أيضاً تعزيز التنوع البيولوجي للمزارع والتنوع البيولوجي للتربة والوقاية من الآفات الضارة والأمراض.

ويمكن للبقول أن تساهم في التخفيف من آثار تغيُّر المناخ عن طريق الحد من الاعتماد على الأسمدة الاصطناعية التي تُستخدم لإضافة النيتروجين اصطناعياً إلى التربة. وتنطلق غازات الدفيئة أثناء صُنع واستخدام تلك الأسمدة، ويمكن للإفراط في استخدامها أن يضر بالبيئة. 

غير أن البقول تثبِّت نيتروجين الغلاف الجوي في التربة بشكل طبيعي وتُطلق في بعض الحالات الفسفور المرتبط بالتربة، وبالتالي تقلِّص كثيراً من الحاجة إلى الأسمدة الاصطناعية.

وقد حددت الجمعية العامة يوم 10 شباط/فبراير يوما عالميا للبقول في عام 2019، بناء على النجاح الذي حققته السنة الدولية للبقول في عام 2016، وإدراكا لما للبقول من أهمية في تحقيق جدول أعمال التنمية المستدامة 2030.

 

المصدر: "أخبار الأمم المتحدة"