أصل هذه التسمية يا سادة يعود إلى إلى ماسينيون وتلميذه الكاهن "يواكيم مبارك".
ماسينيون هذا مستشرق من أكبر المبشرين في مصر والشرق انتشر المصطلح في السبعينيات ليشير إلى الديانات البراهمية الثلاثة (الإسلام، اليهودية، المسيحية).
بحسب الباحثين في المجال هو مصطلح تم إطلاقه مع بداية الألفية الثالثة ضمن مقاربة تسمى "الدبلوماسية الروحية" ويعارض عالم اللاهوت الشهير "آدم دودز" هذا المصطلح قائلا: إن ما يجمع الأديان الثلاثة هامشي جدا بالنظر إلى اختلاف عقائدهم الجوهرية.. وبالتالي هذا المصطلح معد للاستهلاك السياسي ولا يمت للتقاليد الأكاديمية بصلة.
المصطلح يا سادة في حقيقته البراغماتي ولبراغماتية هذه فلسفة ظهرت في أمريكا 1870 تُنسب أصولها إلى الفلاسفة تشارلز ساندرز بيرس وويليام جيمس وجون ديوي مفادها أن الحقيقة ليست مطابقة الفكر للواقع كما هو سائد في علم اللاهوت والفلسفات الشرقية والأوروبية ولكن مقدار النفع الذي يمكن ان نستخلصه من اثبات هذه الأطروحة او نفيها.
على سبيل المثال:- يقول الفيلسوف لبراغماتي في الإجابة عن السؤال هل الله موجود؟
- لا ينبغي أصلا أن بحث عن دلائل وآيات كونية تثبت وجوده أو تنفيه، السؤال أساسا لا معنى له وإجابته لا تخدم الإنسانية في شيء، السؤال الذي يجب طرحه: هل إثبات وجود الله من خلال الشرائع والآيات مفيد؟
ويجيب فكرة الله هي التي تمنع زوجتي من قتلي، وتمنع خادمي من سرقتي والطباخ من تسميمي..
أذن الله موجود ابرغماتيا.
على هذا الطرح قس في جميع المسائل الأخلاقية والمعرفية والعقدية، فلسفة هدامة مدمرة تنسف القيم وتوقع معتنقيها في عدمية أخلاقية ومعرفية. المهم أن التسمية جاءت في إطار مشروع البراغماتي يهدف لحل النزاعات والصراعات الممتدة والمبنية على أسس واعتبارات دينية متشابكة ويعرف هذا التنظير "بالدبلوماسية الروحية" وهنا يظهر التلبيس والتضليل والأهداف السياسية لنسف حجر الزاوية والمحرك الأول للمقاومة الدينية والعقيدة الصحيحة واستبدالها بمزيج من العقائد الثلاثة وصولا إلى فكرة الدين العالمي أو العقيدة الكوكبية" عولمة الدين "وهنا نلمس مسحة ماسونية بغيضة على هذا الفكر.
الشاهد أن ولد بيه رجل في السبعين من العمر ومعرفته اللاهوتية متواضعة، وبحكم ثقافته المحظرية وعامل السن يسهل التغرير به.
عندما يكون رأسك فارغ وحساباتك متخمة وتشعر في قرارة نفسك أنك تافه... وتحاول أن تتطاول على مستويات تفوق قدراتك ولياقاتك تنتج هذا النوع من الهذيان والهرطقة.
فكرة البيت الإبراهيم لا معنى لها مجرد مهزلة سخيفة تثير الضحك والمرارة، والمجسم الذي أنفقت عليه المليارات سيظل مجرد معمار من الخرسانة والمعدن بلا روح أو معنى أو دلالة.
نحن المسلمين نرفض أن يكون الله ثالوث كما نرفض فكرة" الإلوهيم "أو الإله المخلق والمفصل على مقاسات وأهداف الحركة الصهيونية العالمية، وفوق كل ذلك لدينا أرض محتلة وعلاقتنا مع الآخرين (أهل الكتاب) رسمها القرآن وأغلق الباب للتأويل والتسيس للأبد.
نحن وإسرائيل في حالة حرب وقواعد الاشتباك هي الحاكمة بيننا هناك أرض إسلامية مغصوبة وشعب مضطهد الجهاد والمقاومة واجب ديني أخلاقي مقدس.
فكرة العائلة الإبراهيمية أيضا امتداد لوثيقة "إبرهام" التي وقعتها الإمارات والبحرين في إطار مشروع التطبيع مع إسرائيل والبيت الابراهمي هو الجدار الفلسفي والروحي لتمرير هذا الطرح الذي في صميمه لا يعدو أن يكون سياسة هابطة هدفها الأوحد صناعة تحالفات استراتجية لمواجهة المد الإيراني التركي المتنامي في المنطقة.