لقد صرفت المليارات على مشاريع المياه بولاية آدرار، فمنذ العام 2004 إلى يومنا هذا والتمويلات التي تستهدف حل مشكل المياه بهذه الولاية في تدفق، ومع ذلك لم يتم القيام بأي عمل جدي، لقد نهبت المليارات، وبقي الساكنة يعانون الجفاف، ومات النخيل ويبست الواحات، ما دفع ساكنة الولاية إلى الهجرة؛ حيث تشير بعض التقديرات إلى أن نسبة الهجرة بالولاية قد بلغت 90% .
فمن الساكنة من ذهب إلى ازويرات ومنهم من ذهب إلى نواذيبو ومنهم من ذهب إلى نواكشوط؛ حيث عز على الساكنة أن تجد شربة ماء تبل الصدى، فتفرقت في البلاد وتركت مساكنها فراق المحب الوامق..
يمكن القول إن الأموال الطائلة التي تم إنفاقها على مشروع تزويد ولاية آدرار بالمياه لم تلامس الأرض وإنما تلقفتها أيدي الفساد فاجتالتها أن تصل إلى الساكنة بقطرة ماء..
إلى أن قيض الله للساكنة أن جاءت إلى الولاية شركة فبدأت الحفر والتنقيب عن المياه، لتكتشف منها كميات كبيرة بواد "طواز"، وقد اكتشف خبراء الشركة فيما اكتشفوه أن أعمال الحفر والتنقيب التي سبقتهم كانت في غير طائل؛ إذ كانت تفتقر إلى الجدية والإتقان بحسب مزارعي الولاية.
وبحسب مزارعي الولاية، فقد جاءت شركة للحفر والتنقيب عن المياه إلى المنطقة غير أن عناصر من مشروع الروابط ومشروع الواحات عن المياه بآدرار حاولت صدها حتى لا تتمكن من الحفر عن الماء بمظانه، حيث آبار منها بئر قد تم إنجازه من قبل السعودية، وبئر آخر لمجموعة الأشياخ، وهذه هي نقاط الحفر التي يوجد بها الماء، وتلك هي النقاط التي جرى فيها الحفر، كما يظهر في الصورة.
وقد أصرت جماعة المزارعين المحلية بقيادة عمدة "واد الطواز" أن تلك المناطق هي مناطق المياه، وهي التي يريدون الحفر بها وإذا كان أصحاب مشروع "الروابط ومشروع الواحات" على غير استعداد لدفع تكاليف الحفر فإن هذه الجماعة مستعدة لدفع تلك التكاليف.
وقد تم اكتشاف ثلاث نقاط للمياه تبلغ القدرة الاستيعابية لإحداها 300 م3 للساعة، في حين تصل سعة النقطة الثانية 60 م3.
أما النقطة الثالثة من النقاط المكتشفة فإنها لا تتوفر على ضخاخ فتذهب مياهها هدرا، حيث تبلغ سعتها 30 م3 للساعة فمنذ العام 2002م وهي على تلك الحال.
وقد تم الحفر في تلك النقاط ووجدت بها المياه؛ ليحاول أصحاب الروابط ومشروع الواحات بعد ذلك حرف الحفر عن مساره حيث يوجد الماء؛ غير أن جماعة المزارعين المذكورة بقيت على إصرارها؛ فأرشدت المنقبين إلى منطقة أخرى لوجود المياه وتم العثور على كميات معتبرة مهمة من المياه..
مشكل الاستخراج العشوائي للمياه:
تعاني بعض الأودية من بمنطقة آدرار من الاستخراج العشوائي للمياه حيث تتعرض بعض الاودية الخصبة للاستنزاف بسبب الاستخراج غير المعقلن للمياه، وهذا ما وقع مع بعض الأودية بالمنطقة، والتي كانت مصدر لتغذية البلاد بالتمور والشعير وأنواع القمح.. الخ. غير أن تصرفات مشروع "الروابط ومشروع الواحات" أدت إلى نضوب مصادر المياه بهذه الاودية ما أحالها إلى أن أصبحت جرزا.
وتظهر الوثيقة أدناه شكاة المزارعين بمنطقة آدرار من كثرة الآبار الارتوازية العشوائية التي لا يتعدى عمقها البحيرة السطحية؛ مما ألحق أضرارا بالغة بواحات النخيل بمنطقة اتوزكت شمال مدينة أطار، حيث تشكو "المراسلة" الصادرة عن جمعية العافية للتنمية إلى وزير المياه والصرف الصحي من نفاد المياه من عيون المزارعين بسبب ذلك الاستخدام العشوائي السطحي للآبار الارتوازية.
ويرى مسؤولو الزراعة بآدرار أن مشكل ندرة المياه بالمنطقة لا تعلق له بانعدام مصادر المياه، أو قلة التمويل، وإنما المشكل مشكل الفساد..
فبحسب المزارعين بولاية آدرار فإن ما يسمي بمشروع الروابط ومشروع الواحات يصر أصحابه علي إبقاء حال الولاية على ما هو عليه من الجفاف وندرة المياه؛ ليدوم تدفق الأموال إليها من طرف الدولة فيتقاسمه أفرادها ويلقون منه الفتات رشا وعمولات، حيث الغياب الكلي للتفتيش من قبل السلطات، وانعدام الرقابة علي الأعمال ابان تنفيذها للتأكد من سلامة ما ينجز من آبار دون معايير فنيه وكذلك بعض التجهيزات غير المطلوبة حسب ما أفاد المزارعون هناك، حيث يشكو المزارعون من أن الممثليه المحليه للمشروع لم تتدخل عن طريق ما يسمي بالروابط التي هي حلقة الاتصال بالمقاولين، الذين لم ينجزوا أي عمل مكتمل وفق المعايير المطلوبة، لا بما يتعلق بعمق الآبار ولا الفنية المطلوبة للحفاظ علي المياه السطحية (ماء أجار) التي تحافظ علي البيئة (واد اتوزكت مثلا ١٦ بئر نضبت كلها ويبست، العيون التي كانت موجودة غارت و مات النخيل).
لقد أظهرت جدية شركة الحفر أن الماء موجود لكن لا راحة مع الفساد والاختلاس الممنهج، مما يتعين معه القيام بالبحث والتحقيق أين ذهبت المبالغ المنهوبة مع مسائلة المسؤول عن وأد مشاريع استنباط المياه من منطقة الطواز، وغيرها من الخزانات المائية الجوفية التي تظهر تمتع المنطقة بمخزون مائي معتبر لو وجد من يريد أن يحسن صنعا أو ينفع الساكنة نفعا.