بين التعصب المذهبي واللامذهبية:
لم يقف حسن البنا من التراث الفقهي بمذاهبه ومدارسه موقف الرفض المطلق، كما صنع بعض الناس ،الذين يسمّونهم "اللامذهبيين"، ولا موقف القبول أو التقليد المطلق للمذهب، كما فعل آخرون، فلم يوجب التقليد أبدا للمذاهب، ولم يُحرّمه كذلك أبدا على كل الناس، لكنه أجازه لبعض الناس بقيود وشروط هي غاية في الاعتدال، فقال: في "الأصل السابع" من الأصول العشرين:
"ولكل مسلم لم يبلغ درجة النظر في أدلة الأحكام الفرعية أن يتبع إماماً من أئمة الدين، ويحسن به – مع هذا الإتباع – أن يجتهد ما استطاع في تعرُّف أدلة إمامه، وأن يتقبّل كل إرشاد مصحوب بالدليل، متى صح عنده صلاح من أرشده وكفايته، وأن يستكمل نقصه العلمي إن كان من أهل العلم حتى يبلغ درجة النظر" أي القدرة على الترجيح والاجتهاد ولو جزئيا.