التوسط في الموقف من الأولياء ومقابرهم:
اصغ إليه في "الأصول العشرين":
"محبة الصالحين واحترامهم، والثناء عليهم بما عُرف عليهم من طيب أعمالهم، قُربة إلى الله تبارك وتعالى. والأولياء هم المذكورون في قوله تعالى: {الذِّينَ
آمَنوُا وَكَانوُا يتَقَّوُنَ} [يونس:63].
والكرامة ثابتة لهم بشرائطها الشرعية، مع اعتقاد أنهم – رضوان الله عليهم – لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، في حياتهم، أو بعد مماتهم، فضلاً عن أن يهبوا شيئاً من ذلك لغيرهم.
وزيارة القبور أياً كانت: سنّة مشروعة، بالكيفية المأثورة، ولكن الاستعانة بالمقبورين أياً كانوا، ونداءهم لذلك، وطلب قضاء الحاجات منهم، عن قُرب أو بُعد، والنذر لهم، وتشييد القبور، وسترها، و اضاءتها، والتمسح بها، والحلف بغير الله، وما يلحق بذلك من المبتدعات: كبائر تجب محاربتها، ولا نتأول لهذه الأعمال سداً للذريعة".
وهكذا نراه يهتم ببيان الحق قبل فضح الباطل، ويقدم التعريف بالمعروف قبل إنكار المنكر. وبذلك يلين النفوس التي شبّت على الباطل وشابت عليه، ويدخل إليها دخول الداعية الموفق، والمربّي الحكيم، دون استثارة المعاندين، أو تأليب المخالفين.