أستغرب من خوف بعض المدونين على تركيا من دور مسيرات بيرقدار في الحرب في أوكرانيا. لدرجة افتراض أن الغرب يبالغ في تصوير قدرات المسيرات لتحريش روسيا ضد تركيا.
أولا، من أثار دور المسيرات هم الأوكرانيون. وذلك ضمن حديثهم عن التصدي للمدرعات الروسية. وكان ذلك ضمن الحديث عن أسلحة عديدة
ثانيا، روسيا تعرف البيرقدار جيدا. وتدرك أنها تهديد كبير لجنودها ولآلياتهم وقوافلهم. فقد خبرت المسيرة في سوريا وأذربيجان وليبيا ورأت تأثيرها في حرب إثيوبيا. الروس ليسوا في حاجة للإعلام الغربي ليعرفوا أن البيرقدار تحرق دباباتهم وتدمر أنظمة ضرب الطائرات التي يدفعون بها إلى الجبهة
ثالثا، تحقق تركيا ربحا دعائيا كبيرا بحديث الأوكرانيين والإعلام عموما عن دور المسيرات. وتطلع الكثيرين إلى أن يروها تضرب بقوة أشد. وهذا عنصر ردع للروس وبوتين يجعلهم يحسبون خطواتهم قبل أي مغامرة بتهديد مباشر لتركيا. لقد حارب الروس تركيا لقرون وهم يعرفون أنها اليوم أقوى من أي وقت مضى
رابعا، يجب أن نتخلص مما زرعته فينا الهزائم المتكررة منذ القرن 19 من خوف زائد يجعل فرائصنا ترتعد لدى سماع أول قذيفة أو رؤية أول مُدرعة. من كثرة الهزائم لم نعد نظن النصر ممكنا. بينما تثبت التجربة التركية في السنوات الأخيرة أن تحضير الأسباب مساعد في كسب المعارك بإذن الله.
خامسا، كسر روسيا في أوكرانيا سيوفر على تركيا معركة كانت شبه مؤكدة. مصالح البلدين متضاربة. ومنطقة نفوذهما تتقاطع في أكثر من نقطة. لقد تجنب أردوغان وبوتين المواجهة في السنوات الأخيرة لإدراكهما أن ذلك يخدم أميركا بالدرجة الأولى. والأمل أن يتم اجتناب المواجهة بشكل نهائي بسقوط بوتين.