ورغم أنه بدأ في أول الأمر على صلة بإحدى الطرق فهو لم يُسلم زمامه إليها، بل أخذ منها وترك، وقال عن نفسه وعن صديقه السكري: كنّا مريدين أحرار في تفكيرنا، وإن كنّا مخلصين كل الإخلاص – في تقديرنا – للعبادة والذكر وأدب السلوك.
مع أن الطريقة نفسها كانت أبعد من غيرها عن البدع، وكان يعجبه من شيخها شدّته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى للملوك والكبراء، واتباع للسُّنن ومحاربة للبدع، ولم يكن يصغي كثيرا لما يسمعه من كرامات الشيخ وخوارقه الحسية، فعمله في هداية الخلق، ونشر الحق أعظم من الكرامات في نظره.