التوسط في الموقف من البدعة:
ولم تلن قناة حسن البنا للبدع والمحدثات التي راجت بين كثيرين من المتصوفة عن الزيارات البدعية للأضرحة، والتبرّك بالقبور، ودعاء الأموات، وتعليق التمائم، وغيرها، فأعلن الحرب على هذه الأشياء في (الأصول العشرين)، واعتبرها كبائر تجب محاربتها، ولا نتأوّل لها سداً للذريعة.
ومع هذا قال في إنكار البدع ومقاومتها:
"كل بدعة في دين الله لا أصل لها – استحسنها الناس بأهوائهم – سواء بالزيادة فيه أو بالنقص منه: ضلالة تجدب محاربتها والقضاء عليها بأفضل الوسائل التي لا تؤدي إلى ما هو شرّ منها".
وهذا هو الفقه حقاً، فإنّ السكوت على المنكر واجب إذا أدّت مقاومته إلى منكر أكبر منه. ولهذا أصل في القرآن والسنّة كما هو معلوم في موضعه. ولهذا كان يصلي التراويح في رمضان ثماني ركعات حسبما صحّ من الحديث عن عائشة .. ولكن لم ينكر على من صلى عشرين، فلكل من الفريقين وجهة ودليل، وسيظل الخلاف في الفروع قائماً لأسباب ذكرها هو في أكثر من رسالة من رسائله.