نجحت روسيا في تعرية الغرب عموماً، وتعرية عالم الرياضة على وجه الخصوص؛ فلطالما تشدق الغرب بإنسانيته وعدالته وحريته واحترامه لجميع الشعوب، لكنه عند أول اختبار جدي سقط في الامتحان!
الحرب الروسية الحالية كشفت بما لا يدع مجالاً للشك نفاق الغرب وازدواجية معاييره العرجاء في التفريق بين البشر، حيث تبيّن للجميع أنهم يؤمنون فعلاً بتفوق الإنسان "الأوروبي الأبيض" صاحب الشعر الأصفر والعيون الزرقاء على بقية البشر حول العالم!
هاهم يتباكون الآن من أجل الضحايا في أوكرانيا، لكنهم لم يتكلموا ببنت شفة عندما كان ضحايا الظلم والاحتلال والقتل من الأفارقة والعرب والأفغان وغيرهم من بني الإنسان!!!
أما كذبة "إبعاد الرياضة من السياسة" فقد تلاشت إلى الأبد؛ ولن يصدقها أحد بعد اليوم؛ بعدما انكشف للجميع أن ما كان يتشدق به هؤلاء من تجنب مجرد انتقاد بسيط لقتل الأطفال الفلسطينيين بهمجية كبيرة على يد "إسرائيل" بحجة "الحياد الرياضي في السياسة" ليس إلا تجسيداً فعلياً لما يضمرونه من عدم مبالاتهم بحياة الآخرين، لأن الأوروبيين -في نظرهم- هم وحدهم من يستحقون الحياة والاحترام والتعاطف والتضامن!
تابعت البطولات الأوروبية لأكثر من عقدين من الزمن ولم أرَ على شاشاتهم أبداً علم فلسطين ولا العراق ولا أفغانستان ولا كينيا ولا ليبيا ولا السودان، وأما الآن فإن الألوان الأوكرانية تملأ الشاشات وتفرض على كل المتفرجين حول العالم أن يتعاطفوا مع أوكرانيا!