"فاغنر الروسية" عنوان يختبئ خلفه عملاء الغرب الصهيوني لتفجير منطقة الساحل / سيدي ولد محمد فال

مثلما في كل العناوين التي انكشفت حقيقتها بعد خراب البصرة كما يقال، من قبيل "الربيع العربي" و"محاربة الإرهاب" و"حقوق الأقليات" و"الديمقراطية" وعلى وقع تخبط يعيشه النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ومنظمات الاستعمار والصهيونية العالمية وأحلاف الغرب وعلى رأسها "حلف الناتو"، وبالتزامن مع مواجهة قاسية على الغرب مع القطب الشرقي بزعامة روسيا وحلفائها، تعتمل الآن حالة من الاستقطاب الحاد والإثارة الخطيرة في منطقة الساحل والصحراء وخصوصا في جمهورية مالي، حيث تسبب عدم الاستقرار السياسي فيها وعودة الانقلابات المتلاحقة في صعود قوى الصراع على السلطة التي أدت إلى الارتباك وفقدان سيطرة الدولة المركزية على السلطة وبسط الأمن ،

خرجت الجماعات المسلحة الإرهابية والعرقية ووجدت الدول الاخرى والتي لها اذرع من الجماعات او تريد موطأ قدم في الصراع من اجل أهدافها، فرصة لتسليح جهة أو توظيفها، وهو ما جعل الواقع في مالي وفي المنطقة صعب بكل المقاييس وعلاجه أو الحفاط على مسافة الابتعاد عن تأثيراته السلبية، يتطلب بحزم وبسرعة، من موريتانيا، والدول الحليفة لها، والساعية إلى دعم الاستقرار والأمن في افريقيا والعالم، عربية أو غير عربية، التحقيق في الأحداث والتعمق في التفاصيل لمعرفة ما يجري بالضبط ودوافعه، وسبل إيقاف الخطر من مالي، وذلك طبعا لا يكون إلا بدعم عودة الاستقرار والسيطرة للدولة المركزية في بامكو - في ما يبدو لنا -

جميع الأخبار المؤكدة آو الشائعات التي تنشرها كثير من الوسائط الإعلامية، واكثرها تلقفا لها؛ تلك الوسائط التابعة بشكل مباشر والممولة والموجة من جهة أو جهات تدعم بشكل أو بآخر المخطط الاستعماري والتدخل الخارجي في مالي. الإعلام الموجة، يتجاهل واقع يعلمه العالم أجمع، وهو أن شمال مالي، وواقع الحال في مالي منذ سنوات يعيش الإضراب بسبب الجماعات الإرهابية وبسبب النزاعات العرقية التي أسندت أيضا من طرف الجماعات الإرهابية ومموليها حول العالم، وذلك للتحكم في أداة لخلق توتر يخدم الأسياد في المنطقة.

لذلك فالإعلام المنحاز يتجاهل الواقع، ويروج لفرضية أو إشاعة ما يحاولون إثباته في ذهن المتلقي من وجود "مرتزقة فانغر الروسية" وأنها السبب،

في حين نرى إن الأحداث المؤلمة التي راح ضحيتها موريتانيون؛ حسب الشائعة المصورة منفذة من طرف جنود ماليون من الجيش، وهو ما يتناقض مع أخبار الاعلام الموجه ويكشف تهافت المصداقية في حبك الروايات.

ونظرا للعلاقات الوطيدة والنسيج المرتبط بين الشعبين في مالي وموريتاني، ومعرفتهم بالجغرافيا ومعطيات الواقع جيدا، فالكثيرون يدركون أن هناك مؤامرة لهدف ما !

ولا شك أن تجارب كثيرة عرفها العالم وخصوصا في منطقتنا العربية والإفريقية تساعد بالتأكيد في قراءة فاحصة لواقع الحال، والاستعداد لمواجهة التحديات بسلاح الحيطة والحذر بعيدا عن الارتجال والارتباك..

إن على الحكومات والشعوب الاحتياط في تلقي الأخبار والشائعات والتأني في معرف حقيقة الأحداث حيث أنه في زمن التضليل الإعلامي والولاء للأجنبي لا شي يستحيل في حبك سيناريوهات الخراب التي يروح ضحيتها الوطن والشعب