الحلقة الأخيرة - حسب البيان صادر عن شركة اسنيم 5 مارس 2022 "أنه في يوم 22 فبراير 2022، غادرت الباخرة PS PALIOS، محملةً ب 180 ألف طن من خام الحديد، وبهذا يكون قد بدأ العمل الفعلي لقناتنا البحرية بسعتها الجديدة التي تم إنجازها في إطار مشروع تجريف قناة الميناء المعدني بنواذيبو "في سابقة مرت مرور الكرام رغم ما يحمله ذلك الحدث في طياته من رسائل هامة: أولها نجاح واحد من ثلاثة استثمارات بتكلفة 260 مليون دولار تتعلق بالميناء ، 110 مليون دولار منها غلاف لتعميق الميناء حتى يستقبل البواخر العملاقة من محفظة القروض التي وصلت 1.3 مليار دولار، والثانية دخول إسنيم لديناميكية تصدير جديدة ستكون مهمة مع وجود مشاريع تطوير الإنتاج وزياد القيمة المضافة التي دخلتها فعلا عبر عدة مسارات، إذ ارتفع الإنتاج عن طريق تبني برنامج عمل جديد أواخر السنة الماضية. وستبلغ هذه الديناميكية ذروتها عند وصول مشروع (كلب 2 ) لأهدافه التي تصل 4 ملايين طن .
وعند استغلال الاحتياط الاستراتيجي لإسنيم في منجم افديرك الغني بالحديد بقدرة إنتاج سنوية تحوم حول 3 ملايين طن وباحتياطي يصل 70 مليون طن، وهو المنجم الذي كان سيباع لشركة " وهمية تم إنشاؤها لنفس الغرض " أشهر قبل مغادرة عزيز للسلطة ضمن سلسلة فضائح العشرية.
لقد كان الحدث القمين بالتوقف حسب ما تناولت الصحافة حينها القلم ،العلم تعيين مدير من داخل المؤسسة لكونها عادة جديدة درج عليها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أوقفت عملية الإنزال من خارج المؤسسات مثل تعيين مدير الجمارك ومدير المحروقات ومديري المؤسسات الإعلامية وغيرها وأخيرا إسنيم . ويعد ذلك ذا أهمية قصوى خاصة عند العمال. وهو إجراء تم تجاهله مثل كل القرارات الجديدة العميقة التي لا تجد التعبير المناسب عنها سياسيا ولا إعلاميا لكي لا يكون هناك خيط ناظم ولا استراتيجية معينة . يعتبر السيد محمد فال اتليميدي واحدا من العمال. عاش معهم الأمرّين بصفة اندماجية، وبعد سلسلة من التعيينات التي لا تعي أهدافها ويغيب فيها عنصر الاطمئنان والثقة والإقناعية تم تعيينه مديرا عاما كعودة عادلة للأمور إلى نصابها حسب عمال وأطر الشركة الذين يمثلون ماكينتها الحقيقة والذين لا يكلون طول حياتهم سواء في الشتاء القارس أوالصيف اللافح، لأنها حاضنتهم الوحيدة، فهؤلاء ليس لهم في الحياة سوى اسنيم حاضرا ومستقبلا، حيث لا يوجد سوق عمل آخر أمامهم حتى بعد التقاعد. إنهم مشدوهين بأبصارهم إليها وقلوبهم معلقة بها. إنها علاقة جدلية غريبة خلقها الإختصاص. إن عامل الإطمئنان والثقة في المستقبل جوهري في هذا الحيز، وهي أكبر هدية يمكن أن يقدمها لهم أي نظام. لقد كان من نتائج ذلك بروز حيوية جديدة بتأثير قوة العوامل الذاتية في الحصيلة لنهاية السنة الماضية، فقد ارتفع الانتاج إلى 12.7 طن، وكان مجهود الأشهر الأخيرة من السنة حاسما جدا دون أن تكون هناك استثمارات كبيرة لدعم هذه النتيجة سوى ارتفاع معنويات العمال الذي رافقته هيكلية جديدة واسعة من دون تنديد مدعومة برؤية تقوم على تشخيص واقعي لاحتياجات الشركة ومعرفة دقيقة للعمال، فقد تمت عملية الإصلاح هذه برفع الكفاءات من الطاقات القادرة على مواكبة المرحلة من حيث الفهم والديناميكية للمواقع الأساسية في تسيير الشركة، بينما تم وضع الخبرات من الجيل القديم في موضع القرار والتصور والاستشارة، حسب عمال اسنيم أنفسهم كما عبروا عن ذلك ونقلتهم عنهم الصحافة المحلية خاصة في ازويرات ، كما تم على نحو مستساغ استرجاع الشركات الفرعية للإطار العام للشركة لدمجها في رؤيتها من خلال تعيين أطر من شركة اسنيم بعدما كانت التعيينات فيها خارجة عن قرار الشركة فانزاح الكبار برضى عن "الشباب"، وتم خلق ديناميكية قوية بتراضٍ غير مسبوق.
خطة العمل الجديدة
في التصورات التي وضعت وبمشاركة أطر الشركة أنفسهم ، حددت هدفين لها : الأول زيادة المخزون. والثاني زيادة القيمة المضافة.
أما بالنسبة للهدف الأول فيتعلق بزيادة المخزون الجيولوجي وزيادة انتاجية الشركة عن طريق تطوير البحث وخلق مشاريع جديدة وإعادة تحيين المشاريع والدراسات المتوقفة عبر اتفاقيات وشراكات متعددة فحسب مجلة مال والأعمال في عددها الخاص عن موريتانيا تشرين الثاني /نوفمبر 2021 تعمل «سنيم» منذ سنوات مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك»، وغلينكور (Glencore) والشركة الصينية «ماينمتالز» (Minmetals) من أجل تطوير مشاريع منجمية
مهمة. وتمثل تكامل (Tekamul) (الموريتانية السعودية
للتعدين والصلب) ثمرة لشراكة موزعة مناصفة بينها و«سابك»، بهدف تطوير منجم قلب أطوماي. وتهدف لإنتاج المكورات بقدرة انتاجية تصل 10 مليون طن وبتمويل يصل 1,6 مليار دولار. كذلك شراكة مع شركة "ماينمتالز "الصينية حول مشروع "تازاديت" المتوقف منذ 2014 بسقف إنتاج يقدر ب 3 مليون طن من الحديد الغني وبتكلفة تصل إلى 200 مليون دولار،
ودراسة مشروع "تزرقاف" بتوقعات تصل إلى انتاج 6 مليون طن وتمويل يصل مليار دولار .
وبالنسبة للهدف الثاني ، تم الدخول في عدة اتفاقات شراكة مع الإماراتيين لخلق المكورات، ومع شركة تركية تعمل في الجزائر وشركة مصرية تعمل في السويس . هذه المشاريع ستكون ذات قيمة كبيرة وتكلفة منخفضة مع تحول موريتانيا للطاقة الهيدروجينية والغازية وأيضا بالنسبة لتكلفة النقل المنخفضة بسبب لقرب هذه المصانع من موريتانيا مقارنة بالأسواق الأخرى .
هذا بالإضافة للمشاريع التي تتم بتمويل ذاتي مثل دفع مشروع كلب2 للوصول إلى هدفه ومشروع افديرك.
كما سيتم تطوير السكة الحديدية ليتم من خلالها نقل 40 مليون طن بدل قدرتها الحالية البالغة 13 مليون طن. وسيتم تأجير كل وسائل اسنيم مثل السكة والميناء للشركاء عند بدء عمل هذه المشاريع مما سيخلق دخلا إضافيا للشركة ...
كما تضمنت خطة الإدارة الجديدة التركيز على التكوين بصفة دائمة ودون انقطاع عكس ما كان يحصل عند أي أزمة حيث يتم وقف ميزانية التكوين والتأهيل ، وزيادة التركيز على الصحة والسكن، وتنويع الإنتاج من خلال استخراج معادن أخرى. وقد استعادت، في هذا الصدد، رخصها القديمة من النيكل والذهب.
لقد كانت إسنيم السنة الماضية كريمة مع الدولة ومع عمالها فقد من اعطت للدولة حقوقها وزيادة بما مجموعه 137 مليار أوقية قديمة كانت 7 مليارات منها مساهمة مساهمة في دعم مجهود الدولة الاقتصادية في مواجهة تداعيات كورونا حيث حولت منها الدولة 4 مليارات لتمويل دراسة البحث عن الماء حسب معلومات شبه رسمية من الحكومة من أجل سقاية منطقة الشمال وقد تم التوصل لاتفاق مع شركة أمريكية تابعة للبانتاگون بمبلغ أقل من 3 مليارات أوقية عبر مفاوضات قادها وزير المياه الحالي تمخضت عن توقيع اتفاق بين الحكومة الموريتانية ممثلة في وزير المياه والسفيرة الأمريكية مطلع السنة الجارية .
كما منحت إسنيم لعمالها زيادة 10%على الأجور وصرفت 6 رواتب مجانية للعمال الصغار و4 للكبار ،وعند وصول انتاج 12,7 مليون طن تم صرف 3 أجور تشجيعية للعمال .كما تحضر لإعداد دراسة هيكلية لتحسين التطور المهني ووضع آلية للتقدم .
إن اسنيم، وهي تضع هذه الخطة الطموحة التي تقوم على تطوير الإنتاج وخلق قيمة مضافة وزيادة إنتاجية المعدات والوسائل، ما تزال تعاني من أجنحة ثقيلة لحد ما، لكنها أقل من الحجم السابق مثل حجم العمال غير الحرفي، واستخدام الطاقة من خلال اديزل وفاتورته المرتفعة، والبعد من كل المصانع لتوريد احتياطاتها التي تتجاوز 120 ألف قطعة ومادة، ونقل عمالها وتصليح سياراتها وغيره، لكنها حصلت على صلاحيات بالتسيير وفق رهاناتها، وبعزلها عن السياسية، وبتفهم الإدارة السياسية للبلد بضرورة تطويرها ومنحها الدعم والحماية للقيام بتلك المهمات حصرا الأمر الذي سيجعل قرار اسنيم ينطلق من مصلحتها ومن رهاناتها ويبعدها عن مختلف الأمور التي كانت تربطها للخلف بما في ذلك إخضاعها للرهانات السياسية واستخدام أموالها في أمور بعيدة عن مجالاتها ودمجها في الفساد. إنه رهان صعب ومسؤولية جسيمة ألقيت على كاهل الإدارة الجديدة دون أن يبقى لها خيار آخر غير النجاح أو الفشل.