هل سمعت باختطاف كاردينال كاثوليكي في الكاميرون قبل أيام؟
غالبا لن تسمع؛ فرغم أن رتبة الكاردينال هي الرتبة التي تحت البابا مباشرة فالقضية لم تحصل على تغطية إعلامية كبيرة، وهذا عموما حال الصراع الدموي بين الناطقين بالفرنسية والناطقين بالإنجليزية في الكامرون. صراع يراد له أن يظل منسيا؛ فأخباره لا تخدم برنامج كراهية الإسلام، فأطرافه كلها مسيحية وجماعاته جماعات إرهاب لغوي تفتك بأطفال المدارس بلا رحمة،
إنه العنف اللغوي الذي طحن أوربا وقتل الملايين بها ينتقل لإفريقيا، التعصب اللغوي الأوربي لا يؤمن بالتعايش، وإنما بأن يقصي الأقوى الأضعف، أو يتم التحاجز إذا تعادلت القوى ويتحدث كل واحد بلغته،
خبر اختطاف الكاردينال والإفراج عنه على موقع الفاتيكان الإخباري:
https://www.vaticannews.va/ar/church/news/2020-11/cardinal-kidnap-tumi-c...
بالمقابل علينا الاحتفال بتراثنا العظيم حيث لم نعرف في تاريخ الإسلام إكراها لغويا، بل ترك للشعوب والأمم أن تختار.
المذهل أن النصارى في الشام ومصر والعراق تحولوا إلى العربية وجعلوها لغة العبادة والعقيدة بينما ظلت شعوب الأكراد والفرس والسند وقسم من البربر تتحدث لغاتها بلا مضايقة ولا تدخل من أحد.
لم يعتبر أحد أن إجادة العربية إجبارية أو أن الحديث بغيرها من اللغات مس من "لغة الدولة"، بل إن مفهوم اللغة الرسمية إنما جاءنا من الغرب، وقد جاء بغرض فرض لغة المستعمر وأنى لهم ذلك.
لنكن حذرين إذن من سموم التعصب اللغوي المرتبط بالفرنسة والنجلزة.
#مقاطعة_اللغة_الفرنسية
#مقاطعة_المنتجات_الفرنسية