لا يعتبر الفرانكفونيون اللغة الفرنسية وسيلة اتصال أو حامل تعبير تقني محايد, كما يفهم الأنجلوساكسون لغتهم مثلا... بل طالما اعتبروها نمطا جوهريا من "النبل" المزدوج المنافع, في بلاد الفقر والتبعية الدونية لفرنسا; فهي درجة على غيرهم, ومن ثم هي رافعة اجتماعية; ومنافستها باللغات المحلية, التي من الضروري أن تتوسطها العربية, فيه إهانة لها وتهديد لمصالح المصطفين لها بفقدانهم فائدتها المرجوة وهي التحكم والسيطرة على السلطة التي تمثلها الدولة.
الطريف أننا حين نزور فرنسا, وقد زرنا أهم حواضرها, وتغدينا في ذلك البرج الجميل (أو اللعين كما وصفه أمريكي قال إنه يفضل الجلوس فيه لأنه "المكان الوحيد الذي لا يرى منه ذلك البرج اللعين"!) أقول شاهدنا في فرنسا بعض موظفينا ومثقفينا الفرانكفونيين وزملاءهم من غرب إفريقيا, يمشون داخل فرنسا هونا, وأحيانا منتوفي الريش! ولكن بمجرد دخول أجواء القارة الإفريقية ينبت لهم ريش الطاووس وتزداد قاماتهم بذراع وتنتفخ أوداجهم... على سائر عباد الله!!
محمد محفوظ بن احمد