أمّة لا تعيش لنفسها، ولا لهمّ يومها، ولا لملء بطنها، ولا لشهوة فرجها، بل تعيش لغيرها وتحمل على كاهلها همّ البشرية المعذبة، والإنسانية الحائرة،فهدي أمّة ذات رسالة عالمية، أخرجها الله للناس، وأرسلها برسالة نبيّها رحمة للعالمين، وهداية
للناس أجمعين، كما قال تعالى: {وَمَا أرْسَلْناَكَ إِلاَّ رَحْمَة لِلْعاَلمِينَ } [الأنبياء:107].
ولن تستطيع هذه الأمّة أن تقوم بدورها في إنقاذ البشرية من سعار الحضارة المادية، إذا أصابها هي من شررها وشرورها ما أصاب الآخرين من أدواء المادية والإباحية والنفعية والأنانية.
لهذا كان على هذه الأمّة أن تحصّن نفسها بالإسلام، وأن تجدّد شبابها بالإيمان، وأن تعرض عمّا تشكو منه حضارة اليوم من أوصاب وأمراض، وأن تنصر الله لينصرها الله، ويمكّن لها في الأرض، ويحقّق لها وعده: {وَلَينَصُرَنَّ اللّه مَنْ ينَصُرُهُ إِنَّ اللَّه لقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الذِينَ إِنْ مَكَّناهُمْ فِي الْأرْضِ أقَامُوا الصَّلاةَ وَآتوَوُا الزَّكَاةَ وَأمَرُوا باِلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلّهِ عَاقبِةَ الْأمُورِ} [الحج:41،40].