هذا هو الشرط الأول لتقوم أمّتنا برسالتها الحضارية.
أما الشرط الثاني، فيتعلق بالبديل الذي تقدمه أمتنا للعا لم الظامئ، أعني به:
الإسلام ورسالته الحضارية.
فإنّ كثيرا من المسلمين ظلموا الإسلام ظلماً مبيناً، ومسخوه مسخاً شائهاً.فمن الناس مدن يريد أن يفسّر الإسلام تفسيرا يجعله (طبعة عربية) من الحضارة الغربية، فهو يريد أن يأخذ الحضارة الغربية بكل قيمها وتصوراتها وأوضاعها، ولكن بعد أن يخلع عن أرسها (القبعة) ليضع مكانها (العمامة)! وبهذا يغدو (الخواجة) الأوربي – أو الأمريكي – المادي النفعي الدنيوي (شيخا) عربيا مسلما!!
وهذا هو موقف (المدرسة التبريرية) التي تريد أن تضفي الشرعية على الواقع الذي صنعه الغرب في أوطاننا.
وزادت على ذلك، بشرح الإسلام شرحاً يجعل المفاهيم الغربية والقيم الغربية،مفاهيم إسلامية! وقيماً إسلامية! وسوق النصوص قسراً لتأييد هذا التوجه.
إن هذا الاعتساف تحريف للإسلام من ناحية، وتنفير للغربيين من الاهتداء بنوره مدن ناحية أخرى، لأنهم لن يجدوا فيه بديلاً عن حضارتهم التي يشكون من ويلاتها، بل سيجدون فيه روح هذه الحضارة ولبّها في ثياب عربية إسلامية!