صرح وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بأن بلاده لا تفكر في زيادة استثماراتها بروسيا ومناطق من أوروبا إلى أن تتوفر "بيئة أفضل والمزيد من الاستقرار السياسي".
وقال الوزير في حديث لشبكة "سي إن إن" على هامش منتدى الدوحة:"في الوقت الحالي لا نفكر في أي استثمارات جديدة هناك مع الوضع الحالي، حتى في أوروبا، حتى يكون لدينا بعض الوضوح بشأن استقرار الوضع.. حسنا، ليس أوروبا بأكملها، ولكن المناطق التي نشعر فيها بوجود بعض التوترات أو قد تكون لدينا أي مخاطر سياسية، يجب أن ننظر إلي جميع الأبعاد".
يشار إلى أن جهاز قطر للاستثمار، لديه استثمارات كبيرة في شركة النفط الروسية العملاقة "روسنفت"، حيث أوضح الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن قرار بلاده في هذا الشأن اتخذ على أساس "التقييم التجاري ولا يزال جاريا"، ومع ذلك لن يتم زيادة الاستثمارات في الوقت الحالي.
وكانت دولة قطر قد أعلنت أنها ضد أي عمل عدواني أو استخدام القوة ضد دولة ذات سيادة، وقال أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إنه أبقى قنوات اتصاله مفتوحة مع جميع الأطراف، فيما صرّح وزير الخارجية القطري بأنه يتحدث إلى نظيريه الروسي والأوكراني بشكل متكرر "لعرض مساعدتنا أو مساهمتنا لتهدئة الموقف ووضع حد لهذه الحرب".
وكان رئيس الدبلوماسية القطرية قد زار موسكو مؤخرا والتقى نظيره الروسي سيرغي لافروف، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال عن ذلك: "ما أعتقده ومن محادثتي مع نظيري هناك في روسيا هو أنهم على استعداد للمشاركة في المطالب التي طرحوها. الآن، إلى أي مدى ترغب الحكومة الأوكرانية في تلبية هذه المطالب، هذا حقا قرار الحكومة الأوكرانية والشعب الأوكراني".
وتابع وزير الخارجية القطري سرد موقف بلاده بقوله: "يجب أن نركز على وقف إطلاق النار، والممرات الإنسانية، وتقديم المساعدة الإنسانية إلى أوكرانيا وبدلاً من وجود هذا الصراع والاختلاف في ساحة المعركة، لنكون حول الطاولة".
الجدير بالذكر أن قطر تبادر في الغالب إلى لعب دور الوسيط لتهدئة النزاعات والمساهمة في جلوس الخصوم إلى طاولة المفاوضات، مثال ذلك المهمة التي أدتها بين طالبان والولايات المتحدة وبين الغرب وإيران بشأن الاتفاق النووي.
وأعرب وزير الخارجية القطري في تصريحه لشبكة "سي إن إن" عن اعتقاده أن هذه السياسة هي أفضل طريقة للمضي قدما، مشيرا إلى أن "عالمنا مترابط لذلك عندما نرى أنه يمكننا تقديم مساعدتنا ودعمنا لأي جهود، لن نتردد في تقديم عروضنا".
وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في هذا السياق أن "هذا العرض يمتد إلى الروس والأوكرانيين من أجل إيجاد أرضية مشتركة ووضع حد لهذه الكارثة الإنسانية، ولن نتنازل عن جهودنا. لقد كانت ناجحة في عدة أماكن، ولم تنجح بشكل جيد ربما في أماكن أخرى، لكن علينا الاستمرار في السير على هذا النحو. إذا لم تتبن أي دولة وجهة النظر هذه للمسؤولية المشتركة وتقاسمت مستقبل العالم، فسيكون العالم في وضع صعب للغاية".
وقال وزير الخارجية القطري: "أعتقد أن الجميع يفهم أن لكل دولة سياستها ومبادئها. بالنسبة للروس، كنا واضحين جدًا بشأن سياستنا. نريد أن يحترم هذا. أنا متأكد من أن كل بلد لديه مخاوفه الأمنية الخاصة، سواء أكان الأوكرانيون أو الروس نحن لا نختار أي جانب في النهاية".