إن لهم أئمة خارج أرضنا، ومن غير أمتنا، ولا ملتنا ولا ثقافتنا! أئمة معصومين( يقلدونهم، ويأخذون عنهم، ولا يناقشونهم فيما ذهبوا إليه من دعاوى؛ لأن كل ما يقولونه صدق، وكل ما يعتقدونه حق! وكل ما يرونه صواب!! في حين يعيبون ويشددون النكير على من أخذ عن أئمة الأمة، ابتداء من الصحابة، وتابعيهم بإحسان، ومن تخرج على أيديهم من الأئمة الكبار، الذين كانوا مُثلاً تحتذى في طلب العلم وحسن فهمه، وفي تقوى الله، وسلوك سبيل الهداية والخير.
إن هؤلاء التجديديين أو الحداثيين أو المستغربين – سمّهم ما شئت – يسيرون وارء أئمتهم من الغرب، ويتبعون سدنتهم شبراً بشبر، وذ ارعاً بذراع، وينقلون عنهم كلما يقولون وما يُقرّرون، دون اعترا ض ولا ملاحظة، ولا مناقشة. ثم يزعمون لنا - ويحلفون – أنهم الأحر ار المتحرّرون أو المتنورون! وما تحرروا إلا من قيم الإسلام، ومفاهيم الإسلام؛ إن صحّ أن يُسمّى ذلك تحرُّاًر، والحق: أنه التحلل لا التحُّرر. إنهم - كما سميتهم من قديم – عبيد الفكر الغربي.
إ ن الأمة التي وصفها الله بالوسط (وَكَذلِكَ جَعلَناكُمْ أمَّة وَسَطا) البقرة:143[.
وهي معصومة في مجموعها، فلا تجتمع على ضلالة: ترفض منهج هؤلاء المتسيّبين المُتحللين من العروة الوثقى. كما ترفض منهج الغلاة المتنطعين الذين أخبر رسول الإسلام بأنهم هالكون:" هلك المتنطعون ... " قالها ثلاثا".