القرآن والتجديد:
من قرأ القرآن الكريم لم يجد في سوره المائة والأربعة عشر، لفظة التجديد لا مصدراً ولا فعلاً، ومن الناس من يعتمد على هذا التتبع اللفظي فيجزم بأن القرآن لا يقر التجديد. ولكن الراسخين في العلم يعلمون أن العبرة ليست للألفاظ والمباني، بل للمقاصد والمعاني، ولفظة التجديد لا توجد في القدرآن حقًا، ولكن مضمون التجديد ومقصوده نجده في القرآن. إذ المقصود بالتجديد ليس مجرد أن تغيّر الشيء القديم بآخر جديد، وإن كان الجديد مثل القديم، أو أدنى منه. بل المقصود أن تنتقل بالشيء من حالة إلى حالة أخرى أفضل وأرقى من الحالة السابقة. وهذا هو المقصود بالتجديد.
الارتقاء إلى الأحسن:
والقرآن يدعو دائماً إلى الارتقاء إلى (الأحسن)، ويعلق عين المسلم وقلبه
(بالتي هي أحسن) في الجدال، وفي دفع السيئة، وفي قربان مال اليتيم. يقول تعالى:
(وَجَادِلْهُمْ بِالتِّي هِيَ أحْسَنُ) {النحل:125} (وَلا تسْتوِي الْحَسَنة وَلا السَّيئِةَ ادْفَعْ بِالتِّي هِيَ أحْسَنُ) {فصلت:34} (وَلا تقَرَبوُا مَالَ الْيتِيمِ إِلاَّ بِالتِّي هِيَ أحْسَنُ)
{الأنعام:152/الإسراء:34}. ويؤكّد القدرآن أن الله خلق الناس ليبلوهم (أيَهُّمْ أحْسَنُ
عَمَلا) {الكهف:7} (الذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَواةَ لِيبَلوَكُمْ أيَكُّمْ أحْسَنُ عَمَلا) {الملرك:2}. كما بين القرآن أن الله خلق السموات والأرض (لِيَبْلوَكُمْ أيَكُّمْ أحْسَنُ
عَمَلا) {هود:7}.