معنى (البعث) في الحديث الشريف:
ويكون معنى(البعث) في الحديث: تهيئة الأسباب المواتية، وإتاحة الظروف المناسبة، وخلق المناخ الملائم، لظهور حركة التجديد للدين، والإحياء للأمة، و فق سُنن الله تعالى التي لا تتبدل. وليس معنى (البعدث) إذن إظهار مُجدّد بخارقة من الخوارق الكونية، يهبط من السماء بغتة، أو تنشق عنه الأرض فجأة، ليغيّر ما بالناس، وان لم يغيبروا هم ما بأنفسهم.
وهذا الذي فهمناه من الحديث، هو الموافق لما جاءت به الأحاديث الأخدرى، التي ناطت نُصرة الدين في الزمن بطائفة تقوم على الحق، لا بفرد واحد، كما في الحديث الصحيح المعروف:" لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرُهم م ن خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" وقد ورد عن عدد من الصحابة بألفاظ متقاربة.
بل هو الموافق لما في كتاب الله تعالى حيث يقول: {وَمِمَّنْ خَلقَناَ أمَّوٌ يَهْدوُنَ
باِلْحَ قِ وَبهِ يَعْدِلوُنَ} [لأعراف:181]. وقد ورد: هذه الآية لكم، يعني المسلمين. وقد أعطى القوم بين أيديكم مثلها . يشير إلى قوله تعالى في السورة: {وَمِنْ قَووْمِ مُوسَوى أمَّة يَهْدوُنَ باِلْحَقِ وَبهِ يَعْدِلوُنَ} [لأعراف:159].
وهذا الذي جاء به الخبر الإلهيّ، جاء بمثله الأمر الإلهي في مثدل قوله
تعالى: {وَلْتكَنْ مِنْكُمْ أمَّة يَدْعُونَ إلِى الْخَيْرِ وَيأَمُرُونَ باِلْمَعْرُوف وَينَهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأوُلئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران:104]، ويؤكده مثل قوله تعدالى: {وَتعَواوَنوُا عَلَى
الْبِرِ وَالتقّوَى} [ المائدة:2]، وقوله: {وَتوَاصَوْا بِالْحَقِ وَتوَاصَووْا باِلصَّبْرِ} [العصر:3]، وقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّه يحِبُّ الذِّينَ يقُاَتلِوُنَ فِي سَبيِلِهِ صَفا كَأنَهُّمْ بنُيَانٌ
مَرْصُوو ٌ} [الصدف:4]، وقوله صلى الله عليه وسلم: "يد الله على الجماعة" ، وفي بعض الروايات (مع الجماعة.)