إضاعة الطعام/ الولي طه

كان الناس يتربون في هذه البلاد على احترام الطعام، والبعد عن إضاعته، وكل واحد منا يتراآى له نموذج ذلك الشيخ النيّر أو تلك الشيخة المنيرة الوجه، الذين يجتهدان في تتبع ساقط الطعام وتناوله خوفا عليه من الضياع، ويحضان الأبناء والأحفاد على ذلك، ويحذرانهم من عواقب إضاعة الطعام.
وقد حدثني الرئيس الموريتاني السابق الشيخ الورع المرحوم/ محمد محمود ولد أحمد لولي ذات صباح على كثيب بقرب "انبَيْكت إجَكّوجي" سنة 2006 أن أخشى ما يخشاه على أهل هذه البلاد هو إضاعة الطعام التي بدأ الناس يعتادونها، معتبرا أنها مرد الكثير من الأمراض والآفات والفتن، وهو رجل من أهل اطريح البال. وقد قرأت اليوم منشورا لأحد الكتاب السوريين يتحدث فيه عن تجربة بالعراق والشام قبيل الحصار والحرب والفتنة، يعتبر مدعاة للفزع، فالأسَر عندنا الآن مهما كان تواضع حالها تكاد تألف إضاعة الطعام، الأمر كيف شي ينطرح لو البال.
أخيرا:
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: (دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى كسرة ملقاة فمشى إليها فاخذها ثم مسحها فأكلها ثم قال لي: يا عائشة أحسنى جوار نعم الله تعالى فانها قلما نفرت من أهل بيت فرجعت إليهم) حديث يتقوّى بشواهده.