تشهد أعداد حالات الخرف والأمراض التنكسية العصبية الأخرى ارتفاعا مع تزايد معدلات الأعمار بشكل مطرد، لكن باحثين روس وبريطانيون يؤكدون أن طريقة بسيطة يمكن ان تقلل من مسار التغيرات المرتبطة بالعمر في الدماغ البشري وهي تعلم واستخدام اكثر من لغة.
ووفقا للباحثين فإن التحدث بلغة أخرى، ولو جزئيا، يمكن أن يساعد في درء الخرف بما يصل إلى سبع سنوات.
ويعتقد العلماء أن التحدث بلغة أجنبية يمنح الدماغ تمريناً مستمراً، ما يوفر التحفيز الذهني اللازم لمنع أو إبطاء التدهور المعرفي. وأضافوا أنه على عكس العوامل الأخرى التي يعتقد أنها تحمي من حالة سرقة الذاكرة، مثل ممارسة الرياضة أو اتباع نظام غذائي معين، فإن اللغة "تظل معنا طوال الوقت".
وأشار موقع ميل أونلاين إلى أن تحليلاً للدراسات الحالية أوضح أن الأشخاص الذين يتحدثون لغتين يتم تشخيص إصابتهم بالخرف بعد خمس إلى سبع سنوات في المتوسط من أولئك الذين يتحدثون لغة واحدة.
وأظهرت دراسة أخرى بحثت في التجارب المعرفية أنه كلما كان الشخص أكثر تعلماً وطلاقة في اللغة الثانية، كانت حماية قدراته العقلية أفضل.
يبدأ الدماغ البشري في الأداء بشكل أسوأ مع التقدم في العمر، حيث تنخفض سرعة معالجة المعلومات الإجمالية وتتدهور الذاكرة قصيرة المدى والعرضية وتتراجع السيطرة على المهارات اللغوية والوظائف التنفيذية والوظائف البصرية المكانية. ويُطلق على هذه العملية تسمية "الشيخوخة المعرفية". على المستوى العصبي، تتجلى حالة "الشيخوخة المعرفية" من خلال التغيرات التشريحية في المادة الرمادية والبيضاء في مناطق معينة من الدماغ.
لكن تختلف سرعة حدوث الشيخوخة وتعتمد على الاحتياطي المعرفي للشخص، أي قدرة الدماغ على التعامل مع آثار تلف الدماغ المرتبط بالعمر والحفاظ على الأداء الأمثل. يتم بناء هذا الاحتياطي على مدار حياة الشخص، حيث يقوم الدماغ بتقوية الشبكات العصبية استجابة للمنبهات الخارجية المختلفة.
ثنائية اللغة قد تكون واحدة من أقوى الطرق للحماية من الخرف
وكلما كانت الشبكات العصبية أكثر تعقيدًا، زاد الاحتياطي المعرفي للشخص، وكلما كانت التغييرات المرتبطة بالعمر أكثر اعتدالًا. لقد ثبت بالفعل أن الاحتياطي المعرفي يتأثر بالتمارين البدنية والتغذية والوظيفة وعادات الترفيه ومستوى التعليم والوضع الاجتماعي والاقتصادي والعديد من العوامل الأخرى.
من جانبه، قال فيديريكو جالو، من جامعة الأبحاث الوطنية في روسيا، إن النتائج تشير إلى أن ثنائية اللغة قد تكون واحدة من أقوى الطرق للحماية من الخرف.
وقال "يمكننا أن نتخلى عن التمارين البدنية ونتخلى عنها، أو نتبع نظاماً غذائياً أو آخر، أو نغير وظائفنا، لكن اللغة تبقى معنا طوال الوقت".
وأضاف "لأننا نتواصل ونشاهد الأفلام ونقرأ الكتب، وبذلك تعمل مراكز اللغات باستمرار في أذهاننا".
يعتقد الباحثون أن ثنائية اللغة لا تحسن فقط الأداء التنفيذي للدماغ، ولكن أيضًا الذاكرة العرضية والعملية والذاكرة الدلالية، بل وتزيد من الذكاء الكلي للسوائل.
لا توجد أدوية فعالة متاحة بالوقت الحالي لمنع أو إبطاء شيخوخة الدماغ. ويتطلب تطوير علاجات صيدلانية موارد مالية هائلة. لذلك، يجب أن يصبح البحث عن طرق بديلة غير دوائية لإبطاء الشيخوخة المعرفية والبحث عنها أولوية في العلوم.
بوابة إفريقيا الإخبارية