خطورة تذويب الفروق بين مراتب الأعمال:
ومن أعظم الخطل والخطر: تذويب الفروق بين هذه المراتب والأعمال، واعتبار الجميع شيئا واحداً، فإن الجمع بين ما فرق الله، كالتفريق بين ما جمعه الله، كلاهما لا يجوز.
الحاجة إلى تجديد الاجتهاد بنوعيه: الترجيحي والإبداعي:
ونحن في القرن الخامس عشر الهجري في حاجة إلى تجديد فكري ثقافي واسع عميق، تجديد يعيد للاجتهاد حياته ونشاطه من جديد، والاجتهاد بنوعيه: الترجيحي الانتقائي، والإبداعي الإنشائي. اجتهاد يضع للمشكلات المعاصرة حلولها من داخل شريعة الإسلام، ويصف لأدواء مجتمعاتنا أدويتها الناجعة من صيدلية الإسلام نفسه، لا من مصنوعات الغرب العلماني، أو الشرق الإلحادي.
واجب المجامع العلمية وكليات الشريعة:
وهذا يوجب على المجامع العلمية المعنية بهذا المجال أن تعين على ذلك، ولا تضيق صدراً بالآراء الاجتهادية، كما يجب على كليات الشريعة أن تجعل مناهجها وكتبها ودراساتها في الفقه وأصوله وتاريخه – وبخاصة فقه القرآن والسنة في ضوء المقارنة العلمية – قادرة على تكوين العقلية الفقهية المستقلة، المرشحة للاجتهاد في مجالاته الانتقائية والإنشائية، الكلية والجزئية، وأن تنمّي قدرات النابهين من طلابها، وتقوّي عزائمهم على المضيّ في هذا الطريق.