عرض الإسلام بلغة العصر:
تجديد قادر على أن يعيد عرض الإسلام بلغة العصر، مخاطباً كل قوم بلسانهم، واعياً لخصائص العصر، وخصائص الإسلام، وخصائص الأقوام، مدركاً المفهوم الأوسع والأعمق لقول الله تعالى: {وَمَا أرْسَلْناَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بلِسَانِ قَوْمِهِ
لِيبُينَ لَهُمْ |} [إبراهيم:4].
فليس معنى الآية أن نكلم الإنجليز بالإنجليزية، والصينيين بالصينية فحسب، بل أن نعرف كيف ندخل إلى عقل الإنجليدزي وقلبه، وكيف ندخل إلى عقل الصيني وقلبه، ولكلّ منهما مدخل قد يصلح له، ولا يصلح للاخر. وهذا يعني تطوير أجهزة الدعوة وأساليبها وقدرات رجالها، و فقاً لما يتطلبه العصر، ويوجبه الإسلام، ويحتمه ما يصنعه الآخرون. والحديث إلى قوم وصلوا إلى سطح القمر، غير الحديث إلى من يعيشون في الأدغال؛ فلهؤلاء لسان، ولأولئك لسان، ولا بد أن نعرف لسان كل قوم لنعقل عنهم، ونبيّن لهم.
إعادة النظر في العلوم الإنسانية والاجتماعية:
تجديد يعيد النظر في العلوم الإنسانية والاجتماعية من خلال منظور إسلامي صحيح، مستمد من فلسفة الإسلام الكلية، ونظرته إلى الدين والحياة والإنسان والمجتمع والتاريخ، ومستفيد من كل المدارس القائمة ومن نتائج بحوثها وتحليلاتها، دون أن يكون أسياًر لفلسفة واحدة منها، أو لفلسفاتها جميعاً. وهذا ما يقوم به إخواننا في (المعهد العالمي للفكر الإسلامي) من الدعوة إلى (إسلامية المعرفة) ولاسيما في ميادين الدراسات الإنسانية والاجتماعية، حتى تقوم مدارس إسلامية في علم النفس والتربية والاجتماع والسياسة والاقتصاد والنقد الأدبي وغيرها. وقد أقاموا ندوات فكرية، وحلقات بحثية، ومؤتمرات علمية، وأصدروا عددا كبيرا من الكتب النافعة في مختلدف الاختصاصات، كان لي شرف المشاركة في بعضها.