أهمية الإيمان في حياتنا:
والإيمان في حياتنا – نحن المسلمين – ليس شيئاً على هامش الحياة. إنه جوهر وجودنا، وسرُّ بقائنا، ولبُّ رسالتنا ... وبدونه لا معنى لحياتنا ولا مُبرّر لوجودنا.. وإذا كان لكلّ شخصية مفتاح، تستطيع إذا عرفته واستخدمته أن تعرف به مكنوناتها، وتفجّر مخزون طاقاتها، فإن مفتاح شخصية الإنسان في أمتنا هو الإيمان.
وكما أنك بلمسة للمفاتح أو زر خاص للسيارة في البر، أو الباخرة في البحر، أو الطائرة في الجو ... تستطيع أن تحركها وتدفع بها إلى الأمام، وتقطع بها المسافات، فكذلك نستطيع بعامل الإيمان أن نُحرّك كوامن هذه الأمة، ونصنع منها وبها العجائب وروائع البطولات، التي تحكى كالأساطير.
لقد عزف عازفون على نغمات شتى لتحريك هذه الأمة، فما تحركت ولا استجابت. عزفوا على نغمة القومية، وعلى نغمة الاشتراكية، وعلى نغمة الديمقراطية، فما صنعوا شيئاً غير النكسات والوكسات! ولكن حين تقود هذه الأمة بالمصحف ترفعه، أو حين تصدع بصيحة (الله أكبدر) وحينما تنادي: يا ريح الجنة هبي، ستجد الجماهير معك ووارءك بالملايين مستعدة للموت في سبيل الله.
وهذا الإيمان المرصود في فطرة الأمة، المذخور في كيانها المعنوي، أشبه ببذرة طيبة في أرض طيبة، يجب علينا أن نرعاها وننميها ونتعهدها ونغذّيها من ناحية .. وأن نحميها ونحافظ عليها من المواد السامة، والحشرات الضارة، من ناحية أخرى، حتى تنمو وتزهر وتثمر، وتؤتي أكلها بإذن ربها.