كتب الخبير التربوي، الدكتور شوكت طه طلافحه، لموقع الفكر
يعرض اليوتيوب العديد من البرامج الجاذبة للأطفال والناشئة، وليس كل جاذب مفيد، ومن هنا يتحتم علينا مراقبة المحتوى المقدم لأبنائنا بدقة.
بعض هذه البرامج، يعرض مشاهد عنف، سرعان ما ينجذب إليها الأولاد الذكور على وجه التحديد، وتشكل شخصياتها قدوة لهم، وهنا المكمن الثاني للخطورة، حين يبدأ الطفل بتقليد تلك الشخصيات، والتعلق بها، بدلًا من التعلق بقدوات حقيقية أو بمعان سامية.
وبعض البرامج – خاصة الواقعية منها – يربي الأولاد على العديد من القيم السلبية، سواء المتعلقة بعلاقات الأبناء مع الآباء، أو تلك المتعلقة بالنافع والضار من الطعام، أو حتى على أقل القليل تكسب الأولاد معاني هدر الوقت في اللاشيء، في أنشطة بيئية لا معنى لها ، سوى حصد المشاهدات و الإعجابات والاشتراكات.
إن هذا النمط من البرامج يعلم الأولاد، أن الشهرة والمال أصبحت لا تحتاج إلى تعليم ولا علم، بل إلى كاميرا وحركات لا معنى لها، وترويج إلكتروني ، مع التنازل عن بعض المبادئ والقيم، كل هذا أدى إلى تغيير القناعات عند أطفالنا، ومع الأيام سيترسخ عندهم أن كل الأسس التي نربي عليها من تعليم وخلق وحفظ الوقت والخصوصية، إن هي إلا موضة قديمة لا تصمد أمام الشهرة والمتعة والمال .
إننا أمام تحديات جمة، علينا التشمير لها، وإلا تسرب أبناؤنا من بين أيدينا، كما تسربت خصوصية البيوت على مسرح التواصل الاجتماعي.