وإذا كان التصوف رفضا للعلم وطلبه من أهله بوسائله، واعتمدا على الذوق والوجدان، دون دليل من شرع، أو احتكام إلى كتاب محكم أو سنة صحيحة، فهو تصوف شيطاني لا رحماني، وهو مرفوض عندنا وعند كل مسلم حريص على دينه.
وبالجملة: إذا كان التصوُّف مباءة للخرافات في الفكر، والشركيات في العقيدة، والمبتدعات في العبادة، والانحرافات في الأخلاق، والسلبيات في السلوك، والإهمال للحياة، فنحن أول من يحاربه.
الفصل السابع معالم ومنارات للوسطية والتجديد
وحتى لا يدعي هذا المنهج (الوسطية الإسلامية) و(التجديد الإسلامي) من لا يفقهه ولا يعيه، ولا يتحدث باسم هذا التيار من ليس من أهله، بل من الدخلاء عليه، ولا يخوض فيه كل من أمسك بالقلم، بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير: وجدتُ لزاماً عليّ أن أضع للقا رئ المسلم معالم أو ملامح أو منا ارت: تُحدّد الأصول الفكرية والشرعية لهذا التيار أو هذا المنهج، لتكون مشاعل ومصابيح تهدي من أارد الاهتداء به، والسير في ضوئها على نور وبيّنة، {أفَمَنْ يَمْشِي مُكِبا
عَلَى وَجْهِهِ أهْدىَ أمَّنْ يمَشِي سَوِيا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتقِيمٍ } [الملك:22]. فمن الضروري هنا: أن لا ندع مفهوم الوسطية والتجديد مائعاً رجراجاً هلامياً ، يفسّره كل من شاء، بما شاء، ويدعيه كل فريق لنفسه، زاعمًا أن ما يدعو إليه هو الوسطية التي يدعو إليها الداعون، ويُنوّه بها المنوّهون.
وقد كنت منذ فترة وضعت (عشرين معلمًا) – على سبيل الإيجاز لمنهج الوسطية، و زعتُها على الجمعية العامة التأسيسية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي انعقد في لندن في شهر يوليو سنة 2004م.