المؤسسة الوطنية للنفط: كارثة بيئية على وشك الحدوث في ليبيا

حذّرت "المؤسسة الوطنية للنفط" من حدوث كارثة بيئية وشيكة بميناء الزويتينة في ليبيا قد تؤدي إلى فقدان تشغيل الخط بالكامل، وناشدت المؤسسة كل من يهمه الأمر السماح لها بتشغيل ميناء الزويتينة فوراً لتخفيف المخزون والحصول على سعات تخزينية.

كانت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا قد أعلنت حالة القوة القاهرة بميناء الزويتينة النفطي في منتصف الشهر الجاري، ووقف العمل في كل الحقول والوحدات الإنتاجية المرتبطة بهذا الميناء ومرافق الشحن، وذلك حتى إشعار آخر، وفقاً للبيان.

أكّدت المؤسسة الوطنية للنفط اليوم أنَّها تبذل ما بوسعها لحل كل الاختناقات التي تواجهها في إزاحة خام "أبوالطفل"، و"الزويتينة" وتخزينهما في الخزانات المخصصة بميناء الزويتينة. مشيرة إلى أنَّه نظراً للخاصية الشمعية، لخام "أبوالطفل"؛ فإنَّه يحتاج إلى التحريك والتسخين المستمر دون توقف، وإلا فسيحدث التجمد بالخط، وبالتالي؛ تكون الخسائر فادحة التي قد تصل الى فقدان تشغيل الخط بالكامل.

وتتراوح خسائر ليبيا جرّاء إغلاق عدد من حقول النفط بين 50 إلى 70 مليون دولار يومياً، وفقاً لما قاله وزير النفط الليبي محمد عون في مقابلة مع "الشرق".

ويُنتج خام "أبوالطفل" من حقول "أبوالطفل" و"الرمال"، بالإضافة إلى منطقة إنتاج 107 التابعة لشركة السرير التي تبعد حوالي 130 كيلومتراً عن حقل "A 103" التابع لشركة الزويتينة.

 

وأوضحت المؤسسة أنَّ الخام يوضع في خزانات مخصصه له، وتحتوي على سخانات ونظام تدوير، ومن ثم يضخ إلى ميناء الزويتينة وذلك بإزاحته بخام الزويتينة- وهو خليط من الخام المنتج من كل من حقول "103"، و"النافورة" التابع لشركة الخليج- وبمعدلات محسوبة بدقة.

أكدت المؤسسة في بيان أنَّ التوقف المفاجئ للعمليات بميناء الزويتينة زاد الوضع سوءاً، مما اضطرها هي وشركاتها لإضافة ضخ خام "أمنا" إلى المنظومة بالزويتينة، بهدف ضمان إزاحة كاملة لخام "أبوالطفل" الموجود بالخط إلى ميناء الزويتينة، ومنه إلى الخزانات المخصصة لذلك عبر الخط 40 بوصة مسافة 212 كيلو متراً، ويمر عبر محطة تسخين للمحافظة على درجة حرارته منعاً للتشمّع.

أضافت المؤسسة أنَّ هذا الخط يتسع لكمية تزيد عن مليون برميل، وتتم الإزاحة بطريقة منظّمة، وتتم كذلك جدولة البواخر الشاحنة لهذه الخامات بدقة بحيث يتم التصرف في هذه الخامات بطريقة سليمة.

 

ألمحت المؤسسة الوطنية للنفط أنَّ خزانات خام "أبوالطفل"، وكذلك خزانات خام الزويتينة "ليست لديها السعة التخزينية الكافية لاستيعاب خام (أبوالطفل)، وذلك بسبب التسرّبات التي بدأت تحدث في هذه الخزانات كلما وصل ارتفاع الخزان إلى مستوى معين يؤدي إلى ارتفاع وزن الخام، وبالتالي؛ لن يتحمّل قاع الخزان هذا الوزن، ويبدأ التسرب في الحدوث، ويرجع السبب في ذلك إلى عدم مقدرة الشركة على القيام بالصيانة الدورية لخزاناتها بسبب شح الميزانيات خلال السنوات الماضية، والتي وصلت الى عدم تخصيص أي مبالغ للقيام بعمليات الصيانة والمحافظة على المعدات".

وأكّدت المؤسسة في بيان اليوم فقدانها للكثير من السعات التخزينية، مؤكّدة عدم قدرتها على تخزين كل الكمية، وأنَّها مُهددة بفقدان كمية الخام والخط الناقل له نظراً لطبيعته الشمعية، أو "تسرب النفط الخام من الخزانات الموجودة بالميناء، وبالتالي؛ حدوث كارثة بيئية"، على حد قول البيان.

وناشدت المؤسسة كل من يهمه الأمر السماح لها بتشغيل الميناء فوراً أو على أقل تقدير السماح لها بشحن شحنة واحدة لتخفيف المخزون والحصول على سعات تخزينية إضافية بالميناء لاستيعاب ما هو موجود بالخط.

المصدر: بلومبيرغ