4 - التقرُّ ب إلى الله بالعبادات ظاهرة وباطنة:
التقُّرب إلى الله جدل شأنه بعبادته وحده، وإقامة شعائره، وأداء فرائضه، وترطيب اللسان بذكره، وعمارة القلب بحبه، واستحضار خشيته تعالى وتقواه، التي هي من عمل القلوب، والتركيز على عبادة الله تعالى بوصفها الغاية التي خُلق لها
الإنسان: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبدُوُنِ }، [الدذاريات:56]، وتوحيده هذه العبادة لله وحده .وهي تتجلى في الشعائر الأربع الكبرى: الصلاة والزكاة والصيام والحج، وهي العبادات المفروضة، وبجوارها عبادات أخرى مندوبة، مثل: تلاوة القدرآن وذكر الله تعالى والدعاء والاستغفار. ويمكن للمسلم أن يجعل حياته كلها عبادة ،حيث تتح ول المباحات والعادات إلى قُربات وعبادات بالنية الصالحة.
هذا بالإضافة إلى العبادات الباطنة؛ من صدق النية والإخلاص لله، والمحبة له، والخشية له، والحياء منه ،والرضا عنه، والرجاء في رحمته، والخوف من عذابه، والشكر لنعمائه، والصبر على بلائه ،والتفكر في خلقه، وذكر لقائه، ومحاسبة النفس، ومجاهدة الشيطان ،والزهد في الدنيا، والإقبال على الآخرة. وهي أساس التصوُّف السنّي الحقيقي الذي يقوم على (الصدق مع الحق، والخُلق مع الخلق). وهو كما سماه العلامة الندوي: ر بّانية لا رهبانية. ومن الواجب غرس هذه المعاني الر بانية عن طريق الدعوة والتربية والثقافة والإعلام.
ونرفض موقف الذين ينكرون التصوف كله ويعرضون عنه، بما فيه من مناهج رائدة، وتجارب صادقة، ووصايا نافعة في التربية الإيمانية. وموقف الذين يأخذونه كله بما فيه من شركيات في العقيدة، ومبتدعات في العبادة، وسلبيات في التربية، دون مراجعة ولا تمحيص1.