6 – الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
ومن المعالم الأساسية: تأكيد فرضية الدعوة إلى الله، والنصيحة في الدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر وهي تعني: أن المسلم لا يكتفي بصلاح نفسه، حتى يعمل على إصلاح غيره، بدءاً بأهله
وولده، كما قال تعالى: (قوُا أنْفسَكُمْ وَأهْلِيكُمْ نارا) ]التحريم6[. ومروراً بالمجتمع من حوله، وانتهاءً بدعوة العالم كله، ليدخل في رحمة الله العامة لكل الناس: }وَمَا
أرْسَلْناَكَ إِلاَّ رَحْمَة لِلْعاَلمِينَ { ]الأنبياء:107[.
وقد وصف الله مجتمع المؤمنين بقوله: (وَالْمُؤْمِنونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهم
أولِيَاءُ بَعْضٍ يَأمُرُونَ بِالْمَعْرُو ف وَينَهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) ]التوبة:71[. فهو مخالف لمجتمع المنافقين الذين وصفهم الله بقوله:} الْمُناَفقِوُنَ وَالْمُناَفقِاَتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ
يأَمُرُونَ باِلْمُنْكَرِ وَينَهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوف) { ]التوبة:67[.
وكلُّ مسلم مُخا طبٌ بأمر الله تعالى: (ادْعُ إلِى سَبيِلِ رَبِكَ باِلْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظةِ الْحَسَنة وَجادِلْهُمْ بِالتِّي هِيَ أحْسَنُ { ]النحل:125[، فهو يدعو الموافقين، ويحاور المخالفين، وهو داخل في قوله تعالى لرسوله: }قلْ هَذِهِ سَبيِلِي أدْعُووا إلِى اللّه عَلَى بَصِيرَةٍ أنا ومَنِ اتبَّعنِي) ]يوسف:108[، فكلُّ من اتبع محمداً صلى الله عليه وسلم فهو دا ع إلى الله، ودا ع على بصيرة، ولكن كل يدعو بحسب طاقته وبما يلائمه.
والأمة المسلمة مُطالبة بالدعوة، كما قال تعالى: } وَلْتكَن مِنْكُمْ أمَّة
يدْعُونَ إلِى الْخَيرِ وَيَأُمرُونَ بِالْمَعْرُو ِف وَينَهَونَ عَوونِ الْمُنْكَرِ) آل عمران:104[،
( كُنْتمْ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرِجَتْ لِلناسِ تأمُرُونَ بِالْمَعْرُوف وَتنهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتؤُمِنوُنَ باِللَّه) آل عمر ان :110.
وقد ذم القرآنُ بني إسرائيل بقوله تعالى: (لعِنَ الذِينَ كَفَرُوا مِنْ بنِي إِسْرائيلَ
عَلَى لِسَانِ داَوُدَ وَ عِيسى ابْنِ مريم َ ذلِك بمِا عَصَوْا وَكَانوُا يَعْتدوُنَ * كَانوُا لا يتَنَاَهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلوُهُ لبَئِسَ مَا كَانوُا يفَعَلوُنَ) المائدة:78-79[.
والأمة المسلمة مسؤولة – بالتضامن – عن تبليغ دعوة الإسلام العالمية إلى الناس جميعا بأساليب العصر ووسائله حتى تقيم عليهم الحجة1!