تميز اليوم الثاني من مؤتمر ايندابا الدولي للمعادن و المنعقد بمدينة كيبتاون في جنوب افريقيا، بتنظيم منتديات متخصصة حول عدة مواضيع وتوجهات جديدة تَهُمُّ المستثمرين وصناع القرار والفاعلين في مجال المعادن..
فخلال منتدى "النحاس، الكوبالت، النيكل والتربة النادرة : معادن البطاريات ودورها في التحول الطاقوي"، تم التأكيد على دور تلك المعادن في التحول الطاقي في المستقبل وأجمع المحاضرون على أن الطلب على هذه المواد الاستراتيجية سيعرف تزايدا كبيرا نظرا للتطور السريع الحاصل في صناعة البطاريات. ودعا المؤتمرون الى تطوير سلاسل القيمة وشددوا على ضرورة توفير الظروف الملائمة لدول افريقيا لتطوير مقدراتها ومواكبة الطلب العالمي المتزايد على هذه المعادن الاستراتيجية.
وأكد المؤتمرون على أن قارة افريقيا توجد في قلب الحدث بالنسبة للمعادن غير ان تحديات كبيرة ومتعددة لا تزال تفرض نفسها، تتعلق هذه التحديات أساسا بتحسين مناخ الاعمال والتكوين وتحسين الخبرات وتمهين اليد العاملة وتحقيق الوفرة في الطاقة.
وحول مستقبل البطاريات، أكد التحالف العالمي لصناعة وتطوير البطاريات على أهمية إزالة الكربون من سلاسل الإنتاج وإن أمام شعوب إفريقيا فرصة هامة لتحقيق الانتقال من مرحلة السعي وراء الحاجيات الوجودية الأساسية نحو المشاركة في تموين السوق الدولية والمساهمة الفاعلة في التحول الطاقوي..
وفي هذا الإطار، دعا المشاركون في المنتدى الى تحديث الخرائط الجيولوجية وتمويل المسوح وتوفير المعلومات الدقيقة والاستثمار في التطبيقات والوسائل التكنولوجية وتنفيذ برامج التكوين وتوفير المعلومات الأساسية كتركيز المواد وتحديد أماكن تواجدها.
وخلال منتدى "مجموعة البلاتينيوم المعدنية وفرص اقتصاد الهيدروجين" الذي أشرف على إدارته مكتب ماكينزي الاستشاري الدولي، أكد المحاضرون على أنه من دون الهيدروجين الأخضر فسيكون من الصعب تحقيق التحول الطاقي الأخضر المنشود.
وفي هذا الإطار، شدد المدير العام لقطاع الطاقة في البنك الدولي على أنه لم يعد هناك الكثير من الوقت أمام العالم وخاصة افريقيا للتوجه بفعالية نحو التحول الطاقي وعلى الدول الإفريقية الانخراط في صناعة الهيدروجين مباشرة مما سيساهم في نظافة البيئة وستمثل افريقيا حلا جذريا للعديد من مشاكل العالم.
وكان وزير المعادن بجمهورية جنوب إفريقيا قد ألقى خطابا تحدث فيه عن تاريخ الاستغلال المعدني بإفريقيا وأكد على أنه في الماضي، كانت الثروات المعدنية لشعوب إفريقيا يتم توجيهها لإثراء القوى الاستعمارية. وشدد على ان أي تنمية مستدامة يجب أن تحترم مبادئ الانصاف والعدالة بين المجتمعات خاصة تلك المجاورة لأماكن الاستغلال..
وفي معرض حديثه عن التحول الطاقوي أشار إلى أن إزالة الكربون تهدف إلى الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
وأطلق دعوة للتوجه نحو الاستثمار في دول افريقيا لما تزخر به من مقدرات طبيعية خاصة معادن المستقبل ودعا الجميع الى المزيد من تطوير انتاج الكهرباء التي هي الشرط الأساسي لتطوير الصناعة المعدنية.
اما بخصوص برنامج يوم غد، فان بعثة وزارة البترول والمعادن والطاقة ستكون على موعد هام غدًا لتقديم عرض حول المقدرات الطبيعية لموريتانيا وذلك خلال منتدى متخصص تنظمه المؤسسة الدولية للتمويل