ويعمل تيار الوسطية على تجميع كل القوى والجماعات والحركات العاملة لنصرة الإسلام وبعث أمته، في صف واحد، ووجهة واحدة. وليس من الضروري، بل لعله ليس من المفيد: أن يجتمعوا في حركة واحدة، أو جماعة واحدة ،فهذا يقتضي أن تتوحد أهدافهم، وتتوحد برامجهم، وتتوحد قيادتهم، وهذا ليس بالأمر السهل. ويكفي أن يكون بينهم قدر معقول من التفاهم والتنسيق، وأن يقفوا صفاً واحداً في القضايا المصيرية، وأن يكونوا في مواجهة أعداء الأمة وأعداء دينها كالبنيان المرصوص، ولاسيما في أوقات الشدائد والأزمات، فالمصائب تجمع المصابين، والمحن تُوحّد المختلفين، والأزمات تُقرّب المتباعدين.. على أن الاختلاف والتعددُّ بين العاملين لا يضر إذا كان اختلاف تنوُّع لا اختلاف تناقض، وكان التعددُّد تعددُّ تخصُّص لا تعددُّ صراع.
15 - إقامة الدولة العادلة حاملة الدعوة:
ومما يعني به تيار الوسطية والتجديد: تكوين (الدولة الصالحة) التي تقود الأمة إلى الحق والخير، وتقيم عدل الله في الأرض، وتحتكم إلى ما أنزل الله من الكتاب والميزان، فتعدل في الرعية، وتقسدم بالسوية، وتدعو إلى الخير ،وتقاوم الشر ،وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ،وتحمي الحق، وتطارد الباطل ،حتى تستحق
نصر الله وتمكينه لها في أرضه، كما قال تعالى: {وَلَينْصُرَنَّ اللَّه مَنْ ينْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ
لقَووِيٌّ عَزِيزٌ * اللَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأرْضِ أقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّ كَاةَ وَأمَرُواباِلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [الحج:40-41].
ومن هنا أوجبت الشريعة الإسلامية إقامة (الإمدام العادل) عن طريدق الاختيار والبيعة، واشترطت فيه صفات، وكلفته بواجبات، وجعلت له حقوقاً . والإمام رمز للدولة.