ومن الضروري احترام حق الشعوب – بل واجبها – في اختيار حكامها من الأقوياء الأمناء، الذين تثق بكفايتهم وديدنهم، دون تزييف لإرادتها، أوفرض حاكم عليها، يقودها رغم أنوفها. فإذا اختارت هذا الحاكم فله عليها حق المعونة والنصيحة والطاعة في غير معصية. ولها – بل عليها - أن تُسائله و تُحاسبه، و تُرشده إذا أخطأ، وتقوّمه إذا انحرف، وتعزله إذا تمادى في غيّه بالطرق السلمية. ويقوم نظام الحكم على العدل والشورى ورعاية الحقوق، والالتزام بشريعة الله وما أنزل من الكتاب والميزان. والاستفادة من النظام الديمقراطي بما فيه من آليات وضمانات ووسائل في مساندة الشعوب، وتقييد سلطان الحكام، دون أن نأخذ بكل ما فيها وما وراءها من فلسفات، من مثل إطلاق الحرية الفردية، ولو على حساب القيم الأخلاقية، والأحكام الشرعية. وبهذا نأخذ خير ما في الديمقراطية، ونتجنب شر ما فيها.
16 - تجن بُّ التكفير والتفسيق:
ومن الواجبات الأساسية للإبقاء على وحدة الأمة والأخوة بين أبنائها: تحسين الظن بكلّ م ن شهد الشهادتين، وصلى إلى القبلة، ولم يصدر منه ما يخالفها بيقين ،والأصل حملُ حال المسلم على الصلاح ما أمكن ذلك، وتجنُّب التفسيق والتكفير ما وُجد إلى التجنُّب سبيل، وخصوصاً: فسق التأويل ،وكفر التأويل. فمفتاح الدخول في الإسلام هو الكلمة (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) فلا يخرجه من الإسلام إلا جحود ما أدخله فيه، واليقين لا يزال بالشك .