أشرف وزير الصحة المختار ولد داهي اليوم السبت في نواكشوط على افتتاح اليوم الثاني المخصص للعقم، "تكيس المبايض للعقم لدى الرجال" المنظم من طرف الجمعية الموريتانية للصحة الإنجابية.
وتهدف التظاهرة إلى تسليط الضوء على واقع العقم في موريتانيا ومحاولة إيجاد حلول للحد منه، وشرح مسبباته وطرق الوقاية منه بالطرق العلمية المتاحة.
وأعرب الوزير بالمناسبة عن ارتياحه لبذل جهود تطوعية للتصدي لإحدى أبرز المشاكل الصحية التي تعترض سبيل استقرار بعض الأسر ونمائها، وكذا المجتمع ونمائه، بل لعلها إحدى أبرز الشواغل التي تؤرق جزءا مهما من المواطنين والأسر.
وأضاف أن العقم مشكل صحي يهدد عشرات الملايين حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، حيث يعاني منه 186 مليون فرد، مخلفا العديد من الآثار السلبية عليهم وعلى أسرهم وعلى مجتمعاتهم الخاصة، مما يقتضي السعي الجاد والحثيث من أجل حل ذلك المشكل بغية مزيد من توسيع دائرة صحة المجتمع و تضييق هوامش المرض عموما و الأمراض ذات الصلة بالإنجاب خصوصا.
وبين الوزير أن مواجهة هذا المشكل في موريتانيا تستلزم التفكير في خطوات عملية تبدأ بتخصيص مراكز طبية للعناية بحالات العقم وتوفير الخدمات الصحية للمصابين به، إضافة إلى حملات توعية ممنهجة ومستمرة، مثمنا جهود الجمعية، مؤكدا أن القطاع لن يألو جهدا في المبادرة بتعزيز و استحداث الآليات الضامنة لمزيد العناية بمرض العقم، كما أنه لن يدخر جهدا في دعم المبادرات الجمعوية و العلمية و المهنية الناشطة و العاملة في ميدان العناية بمرض و مرضى العقم.
وأوضح أن من أبرز الأهداف التي كلف القطاع بقطع خطوات لبلوغها هي التخفيض المعتبر لمستويات وفيات الأم والطفل تنفيذا لتعهدات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الواردة ببرنامجه الرئاسي ووفاء بالتزامات موريتانيا بخصوص تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة.
وقال إنه سعيا لبلوغ الهدف المنوه عنه و المسطر بالمخطط الوطني لتطوير قطاع الصحة في 2022-2030. أعد القطاع برامج و خططا منها العمل على توفير أخصائيي أمراض النساء و الأطفال و الجراحة بكافة المستشفيات الجهوية و المقاطعية و تكوين وكلاء الصحة الجمعويين بالقرى النائية و المعزولة و قليلة عدد السكان القادرين على الاستكشاف المبكر لمخاطر الحمل و الولادة و التكفل المالي مقابل مبلغ جزافي قدره 450 أوقية جديدة بكافة فحوص و استشارات و علاجات الأمهات الحوامل منذ بدايات الحمل و حتى بعد الولادة، إضافة إلى مجانية علاجات و أدوية الأطفال من 1-5 سنوات.
ومن جهته أوضح الممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للسكان في موريتانيا السيد الشيخ فال أن التقديرات تشير إلى أن حوالي 48 مليون ثنائي و 186 مليون فرد حول العالم يعانون من مشاكل الإنجاب، مشيرا إلى أن أسباب هذا المشكل تعود إلى مجموعة من العوامل المرتبطة بالنظام الإنجابي لدى النساء والرجال.
وبين أن الولوج النموذجي للخدمات و التدخلات للتصدي لمشكل العقم، مازال يمثل عائقا في الكثير من البلدان، مضيفا أن التعاطي مع هذا المشكل في إطار السياسات الوطنية الديموغرافية والاستراتيجيات المتعلقة بالصحة الإنجابية مازال دون المستوى المطلوب في البلدان التي مازالت تعاني من ضعف المنشآت والتجهيزات الضرورية، رغم التقنيات الحديثة في هاذ المجال.
وأوضح أن التصدي لهذه الظاهرة يجب أن يتم انطلاقا من عدة اجراءات من ضمنها إدماج التحسيس حول الإنجاب في البرامج الوطنية الشاملة المتعلقة بالصحة الجنسية، وشكر الجمعية الموريتانية لترقية الصحة الإنجابية على جهودها حول مشكل الإنجاب في موريتانيا.