والتكفير خطيئة دينية، وخطيئة علمية، وخطيئة سياسية، لا يحل لمسلم السقوط في هاويته، لما يترتب عليه من الحكم على المسلم بالإعدام المادي أو الأدبي أو كليهما، من المجتمع المسلم. لذا و جب الحذر كل الحذر من الوقوع فيه ،إلا ما ثبت بيقين لا شك فيه، مدن تكذيب لقواطع القرآن، أو إنكار لمعلوم من الدين بالضرورة، أو سبّ صريح لله ورسوله، كما جاء في الحديث :"إلا أن تروا كفرا بواحاً عندكم فيه من الله برهان"1. والمقصود: البرهان القاطع. أما ما يحتمل التأويل، فإن الشك يفسر لصالح المتهم بالكفر2. وليس معنى هذا أن نتساهل في تكفير من يستحق التكفير، بل الواجب أن نخرج من الأمة من ليس منها، إذا ثبت لنا ذلك بالبيّنة، حتى لا يبقى الجاحدون والمتطاولون على عقائد الأمة، والمُستخفون بمقدساتها، والمُهدّمون لأسسها، على أنهم جزء منها وهم في الحقيقة أعداؤها.