20 – الرُّ قي بالفنون وتوظيفها في خدمة رسالة الأمة:
هذا المعلم ربما يستغربه بعض الناس، لأنه قد كوّن لديه فكرة أن الدين عدو الفن. وهذا غير صحيح. فإ ن روح الفن هو الشعور بالجمال، والتعبير عنه بطريقة جميلة. والإسلام يُحيي هذا الشعور في نفس المسلم، ويعلم المؤمن أن ينظر إلى الجمال مبثوثاً في الكون كله، في لوحات ربانية رائعة الحسن، أبدعتها يد الخالق
المصور،(الذِّي أحْسَنَ كُلَّ شَيْ ءٍ خَلَقَهُ) "السجدة:7" (صُنْعَ اللّهِ الذِّي أتَقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) (النمل:88) (مَا ترَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تفَاَوُتٍ) (الملك:3).
ومن تد بر القرآن، وجده يلفت الأنظار، و يُنبّه العقول والقلوب إلى الجمال الخاص بمفردات الكون وأجزائه، في السماء: (أفَلَمْ ينَظرُوا إلِى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ
بنَيْنَاهَا وَزَينَّاَّهَا وَمَا لَهَا مِنْ فرُوجٍ) (ق:6) وفي الأرض: (وَأنْبتَنَا فيِهَا مِنْ كُلِ زَوْج ٍ بَهِيجٍ) "ق:7". (وَأنْزلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَا ء فأَنْبتَنَا بِهِ حَداَئقِ ذَا تَ بَهْجَةٍ) "النمل:60". وفي الحيوان، يقول بعد أن ذكر الأنعام ومنافعها: (وَلَكُمْ فيِهَا جَمَالٌ حِينَ ترِيحُونَ وَحِينَ تسْرَحُونَ) "النحل:6". وفي الإنسان: (وَصَوَّرَكُمْ فأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) "التغابن:3" (لَقَدْ خَلقَنَا الْإنْسَانَ فِي أحْسَنِ تقَوِيمٍ) "التين:4" والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ الله جميل يحبُّ الجمال..