ويتمّم التيسير في الفتوى: التبشيرُ في الدعوة، وقد ربط بينهما المنهج النبوي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأبي موسى ومعاذ حين أرسلهما إلى اليمن: "يسّرا ولا تُعسّرا، وبشّرا ولا تُنّفرا" وكذلك روى عنه أنس: "يسّروا ولا تعسّروا، وبشّروا ولا تنفروا".
ومن هنا ينبغي أن نعمل على تطوير مناهج هذه الدعوة المبشّرة إلى الإسلام: للمسلمين: تفقيهاً للتعاليم، وتصحيحاً للمفاهيم، وتثبيتاً وتذكيراً للمؤمنين، وبياناً لحقائق الإسلام، ورد اً على أباطيل خصومه.. ولغير المسلمين، باعتبار دعوة الإسلام دعوة عالمية موجهة للناس كافة (وَمَا أرْسَلْناَكَ إِلاَّ رَحْمَة لِلْعَالمينَ)]الأنبياء:107[ مع ضرورة استخدام آليات العصر من الفضائيات والإنترنت وغيرها، في تبليغها إلى العالمين، بلغاتهم المختلفة، مع وجوب رعاية الأصول، بجانب رعاية روح العصر، وأسلوب العصر.
ودعدوة المسلمين تكون كما رسمها القرآن – بالحكمة والموعظة الحسنة – ودعوة المخالفين عن طريق الحوار بالتي هي أحسن، سواء كانوا مخالفين في أصل الدين، أم مخالفين في المذهب داخل الدين أم مخالفين في غير ذلك. وتبنّي منهج التبشير في الدعوة، إلى جوار منهج التيسير في الفتوى.