ضربت مدينة نواكشوط ليلة البارحة، عاصفة رملية امتدت إلى دكار في السينغال المجاورة،ويلغت سرعتها أحيانا أكثر من 40 كيلومار في الساعة،وحملت ءالاف الأطنان من الغيار والجزيئات،قادمة من عمق الصحراء، مما حد من الرؤية،ويسبب مشاكل في التنفس،ويزيد من حدة أمراض الجهاز التنفسي،ويؤثر على الملاحة الجوية،وشملت مناطق شاسعة من موريتانيا، خاصة العاصمة نواكشوط،،بعد أن اجتاحت خلال الأيام الماضية ولايات عديدة داخل البلاد.
وقالت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية في موريتانيا، أرجعت العاصفة الرملية إلى وجود منخفض حراري على ولاية الترارزة والمناطق القريبة من العاصمة نواكشوط، بالإضافة إلى امتداد المرتفع الجوي الآزوري على المحيط الأطلسي.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن كتلة الأتربة تمتد على مساحة واسعة، من الجنوب الغربي لموريتانيا إلى شمال السنغال، وتمتد نحو الغرب لتصل إلى جزر الرأس الأخضر في عمق المحيط الأطلسي.
وهبت على المنطقة عواصف العام الماضي، أثرت على حركة الطيران، كما حجبت الرؤية بصفة كبيرة، بل إن بعضها ضرب جزر الخالدات الاسبانية، ممتدة من الصحراء الكبرى شرقاً حتى عمق المحيط الأطلسي غرباً، على مسافة تزيد على 500 كيلومتر.
وتتوقع هيئة الأرصاد الجوية في موريتانيا، أن تتحسن الأجواء في ولايتي اترارزة ومنطقة نواكشوط، ابتداء من يوم غد الجمعة.
وتدفع نواكشوط مع كل هبوب للعواصف الرملية، ثمن فشل "مشروع الحزام الأخضر " بنسختيه: النسخة الأولى التي انطلقت سنة 1975،وحتى منتصف الثمانينيات،والنسخة الثانية المستحدثة سنة 2013،وكان المشروع يهدف إلى أقامة غابات صناعية ومصدات للرياح اعتمادا على الأشجار المحبية،وبعض الأشجار المدارية الصالحة للتربة ولبيئة منطقة نواكشوط، ممتدة على شكل قوس، من الشمال الغربي،إلى الشمال الشرقي، بهدف تقليل سرعة الرياح، وتثبيت التربة،والحد من كمية الغبارالتي تحملها العواصف الرملية،إلى أجواء مدينة نواكشوط.
كما يهدف المشروع إلى زيادة نسبة رطوبة الجو،وزيادة عمليات البذر الجوي، للحد من زحف الرمال،وتعرية التربة،
وقد صرفت على المشروع تمويلات من الأمم المتحدة، وبعض الدول.لكنها لم تسلم من سوء التسيير.كما ازيلت أغلب أشجار النسخة الأولى،ولم ينجز المشروع حسب دراسات الخبراء الأجانب،وضاعت التمويلات والآمال المعقودة على المشروع، مما جعل المدينة معرضة لكتل هائلة من الغبار،عند هبوب أي عاصفة رملية، من عواصف الصحراء الهوجاء.