تعد شبكة الطرق العمود الفقري لأي تنمية مستدامة، ولأي بلد يسعى لحجزمكان تحت الشمس ، وسماء الألفية الثالثة ،وتعاني موريتانيا من نقص كبير في شبكة الطرق وأحيانا من خلل جلي في تخطيط المسارات "التبوغراقية " للطرق الوطنية، مما جعل مناطق واسعة من هذا الوطن، تعاني من العزلة، وبذلك تقف عاجزة عن تسويق منتجاتها الزراعية، والرعوية، رغم الأهمية الاقتصادية الهامة، لتلك المناطق من حيث الإنتاج الزراعي والحيواني، وكثافتها السكانية اللافتة ،
ويعد طريق البزول الذي يربط بين مدينة اركيز، والطريق الوطني "روصو وبوكي"، والذي لايزيد عن 35 كم، طولي، وغير المسفلت حاليا ،هو صمام أمان لشبكة الطرق الوطنية إضافة إلى أهميته التنموية البالغة ،ومساهمته في فك العزلة عن قرى وتجمعات ،سهل" شمامه "الخصب ،وضفة نهر السنغال، وهي طريق حيوية، يطالب سكان المنطقة، وساكنة شرق اترارزة وولايات لبراكنه وكوركل وكيدماغة وجنوب لعصابة، بسرعة إنجازها،لأنها سوف تخفف الضغط والكثافة المرورية على طريق الأمل ،كما أنها تختصر المسافة والوقت والجهد،لأنها تخلق مسارا طرقيا جديدا، يربط العاصمة نواكشوط،بمدن تكنت – المذرذرة – اركيز – بوكي – كيهيدي – سيلبابي، والعديد من القرى والأرياف والتجمعات السكانية، وربما في الحالات الاستثنائية تكون بديلا مقبولا لطريق الأمل، ومحور بوكى- ألاك، وبكل تأكيد فإنها ستخفف من الضغط على المحورتكند- روصو- البزول، وتخدم المزارعين ومنمي المواشي، وتسهل توصيل المحاصيل الزراعية للعاصمة.
والطريق بوضعيتها الراهنة غير المسفلتة تشكل معضلة مزرية، معيقة للتنمية ما زالت تشكل عقبة حقيقية تحد من تحركات السكان وترهق المسافرين وترغمهم على خيارين أحلاهما مر، فإما المغامرة مع هذه الطريق بعجرها وبجرها وإما زيادة المسافة ب100 كم طولي.
ومما يزيد من أهمية هذه المقطع الطرقي وجود أماكن جميلة تصلح للسياحة والاستجمام والتمتع بمناظر تزيل عن القلب الحزن، ويقينا فإن انعدام البنى التحتية مرده في الأساس إلى عدم فك العزلة عن هذا الشريط الجنوبي الخصب.
وكان نواب مقاطعات الضفة مجتمعين، قد تقدموا بعريضة مطلبية لوزيرالتجهيز والنقل السابق، طالبوه فيها بضرور الإسراع في إنجاز طريق (البزول- اركيز)، وحسب النائب عن مقاطعة اركيز محمد محمود صنبيه، فقد انتهز الأخير فرصة وجود الوزير الجديد للتجهيز والنقل في البرلمان حيث طرح عليه موضوع هذا الطريق.
قبل عدة أشهر من الآن وقعت احتجاجات تخللتها أعمال شغب في مدينة اركيز أرجعها البعض لغياب تنمية حقيقية مستدامة في المنطقة وقبل ذلك تردي الخدمات في المدينة، وبكل تأكيد فإن المنطقة تعاني من العزلة وتردي الخدمات أسوة بأخواتها في الوطن، وإذا استثنينا عاصمة المقاطعة التي ترتبط بالعاصمة عبر طريق يتيم، خرج من رحم المعاناة، لكنه يبقى ناقص الأهمية مالم يتم وصله عبر انجاز محور اركيز-البزول،
فبدون ذلك يبقى السفر إليها " قطعة من العذاب" دونه مادونه، ولسان حال السائقين والمقوين: إذا سلكت للغور من رمل عالج* فقولا لها ليس الطريق هنالكا