تمر هذه الأيام الذكرى 29 لرحيل العلامة المؤرخ والشاعر المختار بن حامدن، ابن خلدون موريتانيا، بقية الرعيل الأول من العلماء الشناقطة الموسوعيين، وقد خدم العلم والثقافة في هذه البلاد من خلال مؤلفاته والتي من أشهرها الموسوعة التاريخية "حياة موريتانيا"، وهي مكونة من 48 جزء قضى خمسين سنة في جمع مادتها، ولم يطبع منها حتى الآن سوى 8 أجزاء ،وتتناول الموسوعة الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية الموريتانية.
وقد وُلد العلامة المختار ولد حامد عام 1899 في منطقة تويرجة في ولاية الترارزة، لأسرة علم أنجبت قضاة وأعلاما مؤلفين، حيث تلقى تعليمه الأولي على يد والده، فحفظ القرآن الكريم وأتقن علومه وهو دون العاشرة، ثم أكمل مقررات محضرة أسرته في سن مبكرة والتحق بالتعليم النظامي للمستعمر الفرنسي سنوات قليلة، ثم تنقل بين عدة محاظر تقليدية نال فيها إجازات في العلوم الدينية.
وقد مارس التجارة في بداية حياته في السنغال،قبل العودة إلى أرض الوطن والتفرغ للتعليم والبحث العلمي وقد أثرى ولد حامد المكتبة الموريتانية بالكثير من الأنظام الفقهية وشروح المتون، وألّف "معجم اللهجة الصهناجي"، وترك ديوان شعر ضخما في مختلف أغراض الشعر، لكن ظلت موسوعته "حياة موريتانيا" العمل الأبرز له.
وقد هلجر من موريتانيا بداية الثمانينيات إلى الحجازوأقام بالمدينة المنورة والتي أمضى بها السنوات الأخيرة من عمره حيث توفي بها يوم 22 يوليو/حزيران 1993 .
وبمناسبة هذه الذكرى كتب حفيد العلامة المؤرخ والشاعر والصحفي الحسين ولد محنض: "رحم الله تعالى الجد العالم الصالح الأديب المؤرخ المختار بن حامدن الذي تمر اليوم ذكرى رحيله التاسعة والعشرين مرور الكرام، دون أن تجد ذكراه أي صدى لدى هذا البلد الذي خدم شعبه بعلمه وأدبه وتاريخه طيلة مائة سنة..