تقع محمية آوليكات على بعد أميال قليلة جنوب من قرية الماء إديني، وعلى مرابع "أيكيدي"، عند بئر "تجكي" أو العلياء،ووهاد الغور"الغاركات"،وشمال غرب "أخويجيل"،وشمال غرب "آوادي":
سقى ربوعك يا كثبان ءاوادي
مدى الدهارير مزن رائح غادي
وقد تأسست منذ أعوام هذه المحمية الفريدة في موريتانيا، والتي تتربع على مساحة 16 كيلومترا مربعا،وفق مخطط بيئي مناسب جغرافيا لإقامة محمية طبيعية،من حيث أنواع النباتات وتوفر المياه الجوفية الجيدة،وعينة الحيوان وحاجة المنطقة والسكان.والحفاظ على التنوع البيئي،إضافة إلى أن موقع المحمية يقع خارج القرى الموجودة في المنطقة،وتم إجلاء بعض البدو المنمين الرحل، من موقع المحمية..
أنشئت لتعمل على ترسيخ دعائم العافية في هذ الوسط الطبيعي القريب من محور الأمل والداني من متناول الناس.
كما وضعت الحظيرة في الاعتبار حاجة الوطن والقطاع إلي محميات طبيعية تعمر الأرض وتعيد لها سيرتها الأولي وتوجه أنظار الساكنة إلي ميزتها وضرورة حمايتها .
بعد رسم المسار لهذا المشروع ووضع المخطط بدأت ورشات التشييد لينطلق مشروع الحظيرة الوطنية لآوليكات.
معايير الاختيار
تم اختيار المنطقة وحددت مساحة المحمية على شكل مربع طول ضلعه الواحد أربعة كلومترات وفقا لما اكده المدير المشرف علي الحظيرة،
باشر الموظفون والعمال أعمالهم على الأرض وأسندت كل مهمة من مهمات الإعمار إلي القطاع المختص .
ومع مرور الوقت كانت ملامح الخريطة للحظيرة تظهر وتتبلور على شكل قرية سياحية تحتضنها محمية بيئية توفرت فيها عناصر الحياة المختلفة وقامت فيها مقومات البقاء للحيوانات والنباتات لضمان تأقلم بيئي بين المستورد من هذه الحيوانات وبين طبيعة المنطقة ومناخها.
مكونات المشروع
وفعلا تحركت عجلات هذا المشروع من خلال عدة مكونات:
مكونة الحيوانات تعني بحفظ ومواكبة الطيور الموزعة على عدة حظائر داخل المحمية وكذلك قطعان الوحوش البرية والحيوانات الأخري التي أصبح بعضها ينمو ويتكاثر بشكل لافت ومقصود. ممايبشر بمستقبل واعد لهذه التجربة التي يراد لها أن تكون نموذجا يحتذي ومصدر يعتمد لتزويد مناطق أخري ما زالت في طور البداية والتأسيس.
حيوانات المحمية جاءت من دول مختلفة، وأغلبها تم شرتؤه من جنوب أفريقيا وكينيا وغيرها، خاصة الوحوش البرية ، وبعض الحيوانات المفترسة كما جاءت من بعض دول الخليج العربي وصلت وتميز كل صنف بمواصفاته المحددة ومعظم هذه الأصناف تأقلمت ووجدت بيئتها المناسبة.
ومن أهم النجاحات التي تحققت على صعيد هذه الحظيرة هو التأقلم مع الطبيعة والتكاثر الملحوظ لأسراب النعام التي أصبحت تبيض وتتكاثر بشكل فاق المتوقع بفضل الله ثم بفضل الرقابة الغذائية والصحية التي يقوم بها طاقم المحمية المزود بعدسات للمراقبة عن بعد.
-مكونة النباتات الطبيعية:
ومن أهداف محمية "آوليكات" استعادة النباتات الأصلية في المنطقة التي كانت مهددة بالانقراض في شبه المنطقة بسبب الجفاف والتصحر،مثل القتاد " شجر الصمغ العربي" - عماد التجارة الخارجية مع الأوربيين لقرون خلت- والبشام والغضى والطلح والهجليج والسرح والأيك والأرطى والمرخ والثمام، وبعض الأعشاب النادرة، ذات الفوائد الطبية وغيرها، من الأنواع النباتية ذات القيمة الإيكولوجية والصحية،التي كانت تكثر في تلك المنطقة،قبل موجات الجفاف اللماحقة، مما يضمن استعادة الوسط الطبيعي المتوازن داخل المحمية.
ومن الأهداف كذلك إنشاء غابات طبيعية متنوعة من خلال جلب وغرس عينات مختلفة من الأشجار وذلك للمحافظة عل التنوع الإبيولوجي.
كما تم استجلاب نباتات أخري لتوفير الأعلاف لحيوانات المحمية العشبية كالفصة والثيوم الأرجواني والدخن الكبير والذرة وغيرها
وكذلك زراعة الخضروات خدمة للساكنة .
-المكونة الفنية
تسهر المكونة الفنية على توفير المستلزمات الضرورية لسير الأعمال داخل الحظيرة وكذلك مراقبة وتقويم عملية التشييد والإعمار وحراسة مناكب الحظيرة والتأكد من سلامة الأسيجة والبنايات وضمان توفر الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والنقل والتزويد.
وقد أوشكت المنشآت داخل الحظيرة على النهاية كالمركب السياحي ومعارض الحيوانات وأعرنة الأسود والبحيرة الاصطناعية ومزرعة الأعلاف والأعمال تجري علي قدم وساق لتكملة السور الخارجي المحيط بالحظيرة.
رافد تنموي
وتقع هذه المحمية في الحيز الجغرافي لبلدية آوليكات التابعة لمقاطعة واد الناقة .
بلدية مترامية الأطراف تصل مساحتها 5000 كم مربع ويصل عدد سكانها إلي ما يربو على عشرين ألف ساكن وتوجد بها مياه معدنية ذات جودة معروفة من خبراء دوليين، لكنها بلدية ريقفية فقيرة،تعاني من ضعف المداخيل، فلا يوجد بها إلا مصنعان للمياه المعدنية .
ما عدا ذلك فإن دخلها محدود وقد تراجع ، بعد توسعة حكومة عزيز لحدود مدينة نواكشوط، ففقدت بلدية آوليكات، دخلها من مقالع مواد البناء " لمحار""، شمال مقاطعات تفرغ زينه وتيارت وتوجننين في شمال نواكشوط.
وتعاني بعض قراها من عزلة خانقة كما يعاني سكانها عموما من البطالة وقلة التكوين الأمر الذي جعلها تعلق آمالا كبيرة علي هذه الحظيرة الناشئة من أجل حل هذه المشاكل والتغلب على التحديات التنموية الأخري.
وفعلا بدأت هذه البلدية تقطف من بعض ثمار الحظيرة وذلك على شكل فرص عمل توفرت لبعض الساكنة واستفادت كذلك من دعم لبعض التعاونيات النسوية في مجال زراعة الخضروات.
ومن المتوقع أن تكون هذه الحظيرة في أتم استعداد لاستقبال الجمهور خلال أقل من سنة وهو ما سيفتح أفقا واسعا لصناعة سياحة يحتاج لها الوطن وتعول عليها بلدية آوليكات في تعزيز قدراتها التنموية.
وهكذا قامت هذه الحظيرة لتسد فراغا وتستجيب لتطلعات الساكنة ولتكون مرفقا عموميا يخدم البيئة ويساهم في التنمية.