حالة من اللغط تعيشها أسواق النفط العالمية، في أعقاب تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -خلال قمة مجموعة السبع- حول الطاقة الإنتاجية لدولتي السعودية والإمارات.
قاطع الرئيس الفرنسي محادثةَ نظيره الأميركي جو بايدن، وهو يسير مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، موضحًا أن الرياض وأبوظبي لا تملكان طاقة إنتاجية فائضة.
ويبدو أن ماكرون خلطَ بين رفض السعودية والإمارات لزيادة الإنتاج فوق الحصة المقررة لهما في اتفاق أوبك+، وقدرات الإنتاج الفائضة في كلا البلدين، اللذين يعدّان من الدول القلائل التي تمتلك احتياطيات فائضة تمكّنها من الضخّ، إذا ما لزم الأمر.
خطأ الرئيس الفرنسي
أكد عدد من الخبراء أنه يبدو أن الرئيس الفرنسي لم يفهم الموضوع، ولم يستطع التفرقة بين سقف أوبك الإنتاجي، والسقف المستهدف والطاقة الإنتاجية، لذلك خرجت التصريحات وكأنها تورط السعودية والإمارات.
ودفعت تصريحات ماكرون عن الطاقة الإنتاجية للإمارات والسعودية، أسعار النفط إلى الارتفاع بنحو 2% خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، إذ سجل خام برنت القياسي –تسليم أغسطس/آب- 117.35 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 10.20 صباحًا بتوقيت غرينتش (01:20 مساءً بتوقيت مكة المكرمة).
وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي
سعى الرئيس الفرنسي إلى تزويد بايدن بمعلومات بعد مكالمة هاتفية مع رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قائلًا، إن رئيس الإمارات أبلغه أن بلاده تنتج في الحدود القصوى، وإن السعودية لديها قدرة محدودة على زيادة إنتاج النفط.
وأضاف ماكرون: "يمكن للسعوديين أن يزيدوا قليلًا، بمقدار يصل إلى 150 (ألف برميل من النفط يوميا) أو أكثر قليلًا، ليس لديهم طاقات إنتاجية ضخمة قبل 6 أشهر".
سقف الإنتاج
أكد عدد من الخبراء، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن القول بأن الإمارات تنتج وفقًا لأعلى مستوى لحصّتها الإنتاجية في أوبك لا يعني أنها تنتج بطاقتها الإنتاجية القصوى.
تصريحات ماكرون دفعت وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزورعي، لإصدار بيان في وقت متأخر من مساء أمس، لدحض ادّعاءات الرئيس الفرنسي.
وأكد المزروعي، في بيانه، أن إنتاج الإمارات الحالي قريب من سقف الإنتاج المرجعي للدولة في اتفاقية أوبك+، وهو 3.168 مليون برميل يوميًا.
وأضاف تعليقًا على ما يُتداوَل عن مستوى إنتاج الإمارات، أن التزام بلاده قائم بهذا السقف إلى نهاية الاتفاقية.
تأتي تصريحات ماكرون قبيل زيارة بايدن إلى المملكة العربية السعودية، والتي سيكون على رأس خطتها مناقشة زيادة إنتاج النفط، إذ يأمل في أن تضخّ السعودية والإمارات من طاقتهما الإنتاجية الفائضة للمساعدة في خفض أسعار الطاقة التي ارتفعت عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.