هل من المنطق أن يكون يومنا في العشر من ذي الحجة كيومنا في غيرها؟
هل يُعْقَلُ أن نستمر على نفس معدل الأداء الإيماني والأخلاقي الذي كنا عليه؟
لو كان الأمر كذلك لما كان لهذه الأيام ميزة تمتاز بها.
وهنا تأتي فكرة صناعة الفارق، حيث الزمن غير الزمن، والفضل غير الفضل، والأجر غير الأجر، وبالتالي يصبح العمل غير العمل، والأداء غير الأداء.
الأمر إذن يستوجب السعي، فدليل صدق الإنسان المؤمن هو حرصه على السعي والاجتهاد؛ من أجل أن يصل إلى حقيقة الإيمان، ويُحَوِّل إرادته إلى واقع عملي ملموس- كما ذكرنا في الرسالة السابقة-.
وأول السعي أن يُعِدَّ المؤمن العُدَّة، ويخطط لكل شؤونه.
إن التَّرقِّي في العشرة من ذي الحجة يتطلب خطة للتحسين، تكون الأولوية فيها للمجالات الآتية:
١- المجال الإيماني والتعبدي.
٢- المجال الأخلاقي.
٣- مجال العلاقات والاتصالات.
والتحسين له بُعْدان:
١- بُعْدٌ عددي.
٢- بُعْدٌ نوعي.
فالمؤمن في هذه الأيام ينبغي أن تتحسن معدلاته عدديًّا، فيكثر من صلاة النوافل، كصلاة الضحى، وبين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، وبين العشاء والفجر، ويكثر أيضًا من الذكر، ومن صيام التطوع، ويكثر من تلاوة القرآن، ويكثر من الصدقة، والدعاء والاستغفار، ويكثر من قيام الليل، وبهذا يُحقِّق البعد العددي أو الكمي.
أما من حيث النوع، فينبغي للمؤمن أن يعرف كيف يُجَوِّدُ أداءاتِه، ففي الصلاة: التبكير، وإدراك السنة القبلية، والصف الأول وتكبيرة الإحرام، والدعاء بين الأذان والإقامة، ثم الطمأنينة والخشوع، وتدبر قرآن الصلاة وأذكارها. ثم الجلوس بعد التسليم لذكر الله دُبُرَ الصلوات، ثم الفضيلة الكبرى وهي تعلق القلب بالمساجد.
أما الصوم: فصومُ القلب والجوارح، والبعدُ عن المحظورات.
وأما الصدقة: فإخراجُ أطيبِ المال وأحسنِه من غير مَنٍّ ولا أذًى، وأفضلُ الصدقةِ صدقةُ السِّر.
وهكذا يجمع المؤمن في كل عبادة من العبادات بين العددِ كثرةً، والنوعِ إحسانًا وإتقانًا.
الخلاصة:
هذه الأيام تتطلب الزيادة في العدد، والإحسان في الأداء.
واجب عملي غير تقليدي:
١- حافظ على صلاة ركعتين بين الظهر والعصر، وركعتين بين المغرب والعشاء بخلاف السنن الرواتب.
وفقنا الله وإياكم إلى العمل الصالح، والسعي المشكور.