تعد بحيرة كنكوصة في ولاية لعصابة من أهم بحيرات المياه العذبة السطحية في موريتانيا، مثل بحيرة "أركيز" في ولاية اترارزه، وبحيرة سد فم لكليته في كوركل، فهي من المناطق الرطبة ذات الأهمية الاقتصادية والبيئية الكبيرة ،حتي أنها قد تصنف منطقة رطبة ذات أهمية عالمية وفق معاهدة رامسارالدولية.
تتغذى البحيرة من وديان كُرجل ولحرج وواد النخيلة ،والتي تنبع من افلة وهضبة العاقر في ولايتي لعصابة والحوض الغربي ،يصل أكبر امتداد للبحيرة أقصى مداه في فترة الهطول المطري، وعندما تمتلأ بحيرة كنكوصة، تبدأ في صرف مياه الأودية الزائدة عنة طاقتها الاستعابية،في وادي كاركورو الذي يصب في نهر السنغال ضمن مجموعة الروافد التي تغذي النهر داخل موريتانيا مثل رافد " كوركل"، الذي شيد عليه سد فم لكليته، في أواخر الثمانينيات..
قام المركز الفرنسي للحمضيات لما وراء البحار IFAC عام 1953، بإجراء دراسة عن بحيرة "كنكوصة"، حيث وضع مقياسا لتحديد عمق البحيرة،و تٌظهر المعطيات التاريخية المتوفرة بان البحيرة جفت بشكل كامل سنتي 1968و198، بسبب دورات الجفاف وجفاف الوديان المغذية للبحيرة، مما تسبب في زحف الرمال الزاحفة، على مساحة البحيرة، الأمر الذي قلص كثيرا من سعتها الأصلية .
تناقص منسوب البحيرة ومساحتها بسبب إقامة السدود والحواجز الترابية علي الروافد المغذية لها، وخصوصا في مقطع السفيرة، فالاستغلال غير المعقلن للمياه يهدد استمراربحيرة كنكوصة اليوم، كما أن ببناء سد مانانتالي العملاقلا قلل كثيرا من "التدفق العكسي لمياه نهر السينعال، التي كانت سابقا ، ترفد مياه البحيرة، بعشرات الآلاف من الأمتار المكعبة من المياه العذية،
العائد الاقتصادي لبحيرة كنكوصة
أظهرت دراسة للتقييم المندمج للأنظمة البيئية للبحيرة أٌجريت 2009، بأن قيمة نواتج الخدمات التي توفرها البحيرة تقدر 631 351 250 أوقية يعود اغلبها إلي قيمة مياه الشرب الجوفية المتوفرة، حيث تغذي البحيرة خزان المياه الجوفية في المنطقة، مما سهل حفر الآبار الإرتوازية، ذات "الإيراد المرتفع" في قرى المنطقة، ووفر مياه سقاية قطعان الماشية والتي تمثل 86% من القيمة الكلية في اقتصاد المنطقة،ناهيك طبعا عن منتجات أخري كالأسماك و المحاصيل الزراعية والمنتجات العلفية وخشب الوقود وبعض المنتجات الغابوية الغير خشبية الأخرى PFNL .
حلول علمية لاستمرار بحيرة كنكوصة، ومن أجل إيجاد شبكة ري موريتانية دائمة
تعد بحيرة كنكوصة منطقة رطبة وإرثا وطنيا يجب المحافظة عليه، وإعطاؤه العناية الضرورية ،فوجود الماء في ببيئة جافة متصحرة، وتعاني منة زحف التصحر والرمال، يمنح البحيرة أهمية بيئية كبيرة، فهي مأوى الطيور المهاجرة والهاربة من صقيع أوربا، حيث تجد المسطحات المائية بما توفره من نباتات مائية، وهي تقع ضمن نظام بيئي هش للغاية نظرا لدورات الجفاف المزمنة، وتناقص معدلات الأمطار المستمر منذ أواخر الستينيات، وإلى اليوم، وكذا التغيرات المناخية الكبيرة، والأخطر من ذلك كله، هو تعطيل إنجاز " شبكة الري الموريتانية اعتمادا على نهر السينعال"،ة والتي درسها الخبراء العرب، ما بين: (1968 و1977) ، وهي الشبكة التي كانت ستنطلق سنة1978 "بقناة ْافطوط الساحلي: المسماة مشروع ْافطوط الساحلي المندمج للتنمية الزراعية والحيوانية، وتوفير مياه الشرب والصناعة،ة حتى منطقة أنشيري ، ولاحقا تيرس زمور، بتمويل ءانذاك يصل إلى 30 مليون دولار، وقنوات ءالاك ولعصابه وتكانت وقناة كيدي ماغة الخوضين، كل ذلك اعتمادا على نهر السينغال، من أجل استغلال حصة موريتانيا من النهر، التي تضيع كل عام في المحيط الأطلسي، والبلاد تموت عطشا وتصحرا وجفافا، وزحفا للرمال، وعاجزة عن استغلال الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة بسبب عدم وجود شبكة ري.
فقد أظهرت دراسة لسبكة العمل العربي، سنة 2018، أن نسبة 95% من حصة موريتانيا من مياه النهر تضيع في المحيط الأطلسي كل عام .
بينما تستغل السينغال المجاورة أغلب حصتها من مياه النهر أو تزيد ثلاثة....!!!