تظاهر عدد من التلاميذ المشاركين في امتحان الباكلوريا صباح اليوم أمام إدارة الامتحانات والتقييم في نواكشوط للتنديد بما وصفوه بالظلم الذي تعرضوا له، وللمطالبة بإعادة التصحيح.
واتهم المشاركون في الوقفة الاحتجاجية الوزارة بمنعهم من النجاح لعدم قدرة الجامعة على استيعابهم، مؤكدين أن هذا لا يبرر ظلمهم، وأن بإمكانهم لو أتيحت لهم فرصة النجاح التسجيل في جامعات أخرى.
الأخطاء المتكررة
تتكرر الأخطاء القاتلة لمستقبل فلذات أكباد موريتانيا، من الطلبة كل عام، دون أن تتخذ إدارة الامتحانات والمسابقات الوطنية' أو الوزارة الوصية، او الرئاسة إجراءات عملية للحد من هذه الأخطاء القاتلة،وذلك بعدم الدقة والموضوعية في التصحيح ووضع مستقبل مترشحي الباكولريا في مهب الرياح رغم الجهود الجبارة والتضحيات الجسيمة وما تكبدت أسر المرشحين التي تنفق الغالي والنفيس من الملايين، من عرق الساعد والجبين !!!!
لقد بح صوت الخبراء التربويين،والأستاذة الميدانيين منذ عقود، مطالبين إدارة الإمتحانات والمسابقات، بتغيير الطريقة الارتجالية وغير العلمية التي تتم في أجوائها عمليات التصحيح منذ عقود،وسط قدر كبير من الإهمال، واللامبالاة ،رافقت عمليات التصحيح منذ الثمانينيات، وإلى اليوم،مثل تكليف أعداد محدودة جدا من المصححين، عادة يتراوح أعدادهم بين 500و600 شخص، وذلك لتصحيح مئات الٱلاف من رزم الأوراق، في أيام معدودة،ودون وضع معايير واضحة لاختيار المصحيين الذين يفترض أن يكونوا من مدرسي الأقسام النهائية، ومن المتميزين في موادهم، ومن أصحاب التجربة والانضباط .
وعلى المستوى الميداني وظروف التصحيح يتحدث البعض عن ظروف الضيافة السيئة، بالنسبة لوجبات الافطار، أما وجبة الغداء " فعنقا مغرب"،بالرغم من أن المصححين، ينبغي أن يداوموا من السابعة صباحا حتى الثالثة بعد الظهر !!!!!!
مآخذ ومقترحات
ويأخذ آخرون على إدارةالامتحانات والمسابقات اختيار نمط من المصححين اصطلح على تسميتهم ب" الشيشاطة"،أي ذوي السرعة الفائقة في تصحيح الأوراق أو " تقليبها" وهم الذين لا يرقبون في مسؤولية الا ولا ذمة،بله في حقوق تلميذ،يرجوا فقط أن لاتضيع نقاط أجوبته أدراج " تساهل" أو" إهمال "،أو "تسرع " مصحح " شيشاط"،أو عنجهية مشرف ،لم يعين أصلا استنادا لمعيار الكفاءة والنزاهة،ولم تتضح لدية فكرة مفهوم الدولة،وضرورة صيانة حقوق المواطنين الموريتانيين المترشحين لهذه المسابقة الوطنية، بكل إنصاف وتجرد.
صحيح أن إدارة الامتحانات والمسابقات الموريتانية،اعتمدت هذه السنة " الشبكة الموحدة التنقيط والتصحيح"،مما حد كثيرا من " مزاجية وانطباعية " بعض المصصحين، وساهم في" فرملة" المصححين المتسرعين، وقد أدى الإجراء أكله بارتفاع نسبة الناجحين هذا العام.
وفي هذا السياق يقترح البعض ضرورة ابعاد ذوي العقلية الاقصائية في اختيار المواضيع الطويلة والصعبة، وكأن هدفنا في النهاية إقصاء أكبر عدد ممكن من الطلبة وتركهم للمستقبل المجمهول، ومن الحوادث الطريفة في هذا المجال أنه في العام 2019 وقع خلط في الأوراق تسلم بموجبه طلبة البكلوريا الرياضية مادة الرياضيات لقسم العلوم،
فقام أحد اساتذة الرياضيات بنشر مادة الرياضيات على مجموعة للواتس ٱب خاصة بأساتذة الرياضيات في قطر فما استطاع أحد منهم حل مادة الرياضيات لشدة صعوبتها بالنسبة لهم،
لذا ينبغي أن نستفيد من تجربة المدرسة الفرنسية المبسطة في امتحانات البكلوريا، او الدول العربية الأخرى،
وذلك بعدما أصبح الوضع لا يطاق واتسع الخرق على الراقع كما يقال
نتائج كارثية
انه من العار على موريتانيا عبد الله بن ياسين والمرابطين، والإمام ناصر الدين،والمحاظر العريقة والعلماء النابهين تترا جيلا بعد جيل،أن لا تتعدى نسبة النجاح في البكالوريا هذه السنة 13% ،بينما تصل في المغرب 68%، والجزائر 61%،والسينغال 45%، وكانت نسبة النجاح في السنوات السابقة تقل عن 10% من عموم الناجحين.!!!!!
ومع هذه النتائج الهزيلة يستمر الوزير والمدير وكأن شيئا لم يقع،
إن مسابقة البكالوريا تتمخض عنها اهم شهادة تحدد مستقبل التلاميذ، وبداية الجامعة ومفتاح لبعض الوظائف، ولايات أن يظل غالبية المترشحين كل عام،ينضمون تلقائيا لإعداد الراسبين من قبل ومن بعد،بسبب رداءة مخرجات التعليم عموما، وصعوبة أسئلة البكالوريا، وفوضوية عمليات التصحيح، مما اوصل " ضحايا شهادة البكالوريا" منذ الثمانينيات إلى مئات الألاف على مدار السنوات الماضية، والحبل على الجرار.