أكد وزير الصحة المختار ولد داهي على محورية دور مهنة القابلة في المنظومة الصحية، باعتبار أن القابلة ترافق صحة المرأة خلال فترات ما قبل الحمل والحمل والولادة والفِصال، بالإضافة إلى الإرشاد والتثقيف الصحي والوقاية، علاجا للمرأة ورضيعها.
وأضاف في كلمة له خلال افتتاح يوم تفكيري حول وضعية مهنة القابلات -أن مؤشرات الصحة الإنجابية شهدت بعض التحسن خلال المرحلة الأخيرة، كما تم خفض وفيات حديثي الولادة، مبرزا ضرورة مضاعفة الجهود لتسريع تحسن مؤشرات الصحة الإنجابية.
وبين أن قطاع الصحة يولى أهمية بالغة للتكوين عموما وتكوين القابلات خصوصا، وهو ما مكن من الوصول إلى 1066 قابلة، بما يستجيب لمعايير منظمة الصحة العالمية في هذا المجال، وإن كانت عملية التوزيع الجغرافي تمثل عائقا أمام توفير الخدمة في بعض المناطق النائية، وهو ما يسعى القطاع لتجاوزه.
وتعهد الوزير ببذل المزيد من الجهود من أجل توفير التكوين المستمر لمنتسبي قطاع الصحة عموما ومنتسبي سلك القابلات على وجه الخصوص.
وقال إنه سعيا إلى تحسين مؤشرات الصحة الإنجابية، تنفيذا لالتزامات رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، أعطى القطاع أهمية خاصة لهذا المجال، فاحتلت مكونة تخفيض وفيات الأمهات و حديثي الولادة المرتبة الأولى من مكونات و محاور المخطط العشري لتنمية القطاع الصحي، و وجهت لتلك المكونة العديد من السياسات و البرامج.
وشكر كل الشركاء الماليين والفنيين للقطاع على جهودهم في مجال الصحة، مطالبهم بالمزيد من المواكبة خصوصا في مجال الصحة القاعدية، والصحة القريبة من المواطنات القاطنات بالقرى والأرياف قليلة عدد السكان والبعيدة نسبيا من الوحدات الصحية.
وأوضح أنه تم خلال الأعوام الثلاثة الماضية اتخاذ حزمة من الإجراءات في مجال مناصرة الصحة الإنجابية منها، التحمل شبه الكامل لتكاليف المتابعة الصحية للنساء الحوامل من بداية الحمل إلى ما بعد الولادة بشهرين، وهو ما اصطلح على تسميته بالتكلفة الجزافية لصحة الأم وذلك ضمن برنامج "أولوياتي"، وقد استفاد من هذه الخدمة حتى الآن حوالي 200 ألف إمرأة، كما تم إجراء حوالي 2500 عملية قيصرية مجانا، يضاف الى ذلك مجانية الحجز و الأدوية بمصالح العناية المركزة، مشيرا إلى قرب تفعيل نظام "ميسر" الذي سيوفر الأدوية ذات الجودة، ولائقة الثمن بكافة الوحدات الصحية على عموم التراب الوطني.
وأكد استعداد الوزارة للتعاطي الإيجابي مع توصيات اللقاء التفكيري التي من شأنها الرفع من الظروف المعنوية والمادية الممكنة للقابلات وتعزيز دورهن المحوري، قناعة بأن مهنة القابلة هي إحدى الأركان الأساسية لتطوير العمل الصحي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجال.