أعلنت توتال إنرجي إحراز تقدّم جديد في مشروع الغاز الطبيعي المسال في بابوا غينيا الجديدة، في إطار مساعي الشركة للتوسع في المشروعات منخفضة الكربون.
ويشهد الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال انتعاشه قوية، مع ضيق الإمدادات الروسية وتدافع الدول الأوروبية لملء مخزوناتها من الغاز قبل موسم الشتاء المقبل، فضلًا عن الرغبة الآسيوية في التحول من توليد الكهرباء بالفحم إلى مصادر أنظف بيئيًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلنت عملاق الطاقة الفرنسية، بصفتها مُشغّل المشروع، عن إطلاق المرحلة الأولى من دراسات الهندسة والتصميم الأمامية لمرافق الإنتاج الأولية لمشروع الغاز الطبيعي المسال في بابوا غينيا الجديدة، بحسب رويترز.
الغاز الطبيعي المسال في بابوا غينيا
بالتزامن مع ذلك، تتقدم الدراسات الخاصة بمرافق التسييل النهائي بما يتماشى مع الجدول الزمني العام للمشروع؛ بهدف إطلاق دراسات الهندسة والتصميم المتكاملة في الربع الرابع من عام 2022.
ويستهدف المشروع اتخاذ قرار استثماري نهائي في نهاية عام 2023، وبدء التشغيل في عام 2027.
وقال نائب الرئيس الأول لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ للاستكشاف والإنتاج والطاقة المتجددة في توتال إنرجي، جوليان بوغيت، إن بدء دراسات التصميم والهندسة الأولية، خطوة مهمة أخرى نحو تطوير مشروع بابوا غينيا الجديدة للغاز الطبيعي المسال، الذي سيزيد من قدرة تصدير الغاز المسال في الدولة الآسيوية؛ ما ينعكس على تنميتها الاقتصادية.
وكانت توتال قد أعلنت، في مايو/أيار 2021، أنها تأمل اتخاذ قرار الاستثمار النهائي بشأن مشروع بابوا للغاز المسال ثنائي القطارات -الذي يبلغ إنتاجه 5.4 مليون طن سنويًا- في عام 2023.
وأضاف بوغيت: "يعدّ مشروع بابوا غينيا للغاز الطبيعي المسال في وضع جيد للإسهام بنمو إمدادات الغاز الطبيعي المسال في جميع أنحاء العالم، وخاصًة للعملاء في آسيا، الذين يسعون إلى التحول لاستخدام الغاز بدلًا من الفحم لإزالة الكربون، بما يتماشى مع إستراتيجيتنا لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية".
وقال، إن مشروع الغاز الطبيعي المسال في بابوا غينيا الجديدة يُعدّ مشروعًا تاريخيًا من حيث الاستدامة والتنوع البيولوجي والانبعاثات الكربونية المنخفضة، ويتضمن مخططًا لاحتجاز الكربون وتخزينه، بحسب موقع توتال إنرجي.
الغاز منخفض الكربون
تعدّ توتال إنرجي ثالث أكبر شركة للغاز الطبيعي المسال منخفض الكربون في العالم، بحصّة سوقية عالمية تبلغ نحو 10%، ومحفظة عالمية تقارب 50 مليون طن بحلول عام 2050؛ بفضل اهتمامها بمحطات التسييل في جميع المناطق الجغرافية.
وتخطّط شركة الطاقة الفرنسية لرفع حصة الغاز الطبيعي في مزيج مبيعاتها إلى 50% بحلول عام 2030، وتقليل الانبعاثات الكربونية، والقضاء على انبعاثات الميثان، والعمل مع شركائها المحليين لتعزيز الانتقال من الفحم إلى الغاز الطبيعي.
ومن المتوقع أن تصل التكلفة المقدرة لمشروع بابوا للغاز الطبيعي المسال إلى 13 مليار دولار أميركي للمصروفات الرأسمالية، و12 مليار دولار للمصروفات التشغيلية.
ويعدّ المشروع المشترك بين توتال إنرجي وإكسون موبيل ثاني أكبر مشروع للغاز الطبيعي المسال في بابوا غينيا، ومن المتوقع أن يرفع الطاقة الإنتاجية للغاز المسال في البلاد من 8.1 مليون طن متري سنويًا إلى 13.5 مليون طن.
وفي عام 2021، صُنّفت بابوا غينيا الجديدة من بين أكبر 20 دولة مصدّرة للغاز الطبيعي المسال، واحتلّت قطر وأستراليا المرتبتين الأولى والثانية.
وقال وزير النفط في حكومة بابوا غينيا الجديدة، كيرينغا كوا، في تصريحات له في مايو/أيار 2021: "إنه بمجرد دخول مشروع بابوا للغاز الطبيعي المسال قيد التشغيل، ستحلّ بابوا غينيا الجديدة محلّ عمان (10.3 مليون طن متري سنويًا)، والجزائر (12.2 مليون طن)، وترينداد وتوباغو (12.5 مليون طن)، وتقترب من إندونيسيا (15.5 مليون طن)".
وكانت شركة توتال إنرجي الفرنسية قد وقّعت، منتصف شهر يوليو/تموز الجاري (2022)، اتفاقية تعاون فني مع شركة ليكس بلو إنرجي الأسترالية، للتنقيب عن الغاز الطبيعي في المياه الضحلة بحوض كيب فوغل قبالة سواحل بابوا غينيا الجديدة، الذي يحتوي على العديد من حقول الغاز الطبيعي.
المصدر: الطاقة نت