البنزين في موريتانيا: حين تفرض الدولة 282 اوقية للتر كرسوم و ضرائب و تتحمل 215 اوقية !!! . بوبكر أحمد (*)

القارئ المتفحص لتركيبة السعر الجديد الذي  تم إعلانه يوم 15 يوليو 2022  يدرك ببساطة أن  الدعم الذي تحدثت عنه الحكومة بعد الزيادة الأخيرة هو عبارة عن:

  • ضرائب ورسوم جمركية كانت الدولة تفرضها علي البنزبن (Essence) تناهز 282 أوقية للتر، حيث تخلت عن بعضها كدعم (214.5 أوقية للتر) وما تزال تفرض 68 أوقية قديمة على كل لتر بنزين.
  • دعم المازوت (Gasoil) للغازوال 295.6 أوقية قديمة هو عبارة عن ضريبة ورسوم جمركية بقيمة 257 أوقية للتر تقريبا، والدعم النقدي الحقيقي هو فقط: 38.6 أوقية فقط.
  • ما تزال الدولة تتربح ب10 أواق قديمة للتر بالنسبة للفيول (المخصص للانتاج الكهرباء)، وتفرض عليه 10 أواق للتر كرسوم جمركية، وتدعم الكيروزين الذي تستخدمه الطائرات ب36 أوقية (وهو دعم موجه لطبقة معينة من المجتمع تتنقل جوا).

إذا، وحسب التعرفة الجديدة، فإنه باستثناء الرسوم الجمركية والضرائب (TVA) وضريبة البلدية تدفع الدولة 38.6 فقط كدعم للغازوال وتفرض ضريبة 68 أوقية للبنزين.

الجدول في الصورة يوضح تركيبة سعر المحروقات في نواكشوط:

 

 

حيث يوضح تماما أن:

  •  الدولة تفرض جمركة ب182 أوقية للتر، وضريبة ب100 أوقية للتر و1.14 أوقية ضريبة للبلدية، وهو ما مجموعه يناهز 283 أوقية قديمة للتر.
  • طبعا الدعم الذي تعلنه الدولة هو 214 أوقية قديمة للتر، مما يعني أنها فعلا ما تزال تفرض عليه ضرائب ورسوما بقيمة 68 أوقية قديمة.

بالتالي نعتقد أنه علي الدولة الموريتانية، الغاء صندوق التضامن الممول من المحروقات و  التخلي عن سياسة تثبيت سعر التوزيع  علي غرار غالبية دول العالم بما فيها الدول المجاورة ،  و بالتالي تحرير سعر المحروقات و ترك المجال بين المشتري و السوق الدولية !!

 حيث أنه :

  • لا يمكن لأي اقتصاد ان يتطور و لا انشطة اقتصادية ان تكون تنافسية في ظل فرض حوالي 282 اوقية كرسوم علي سعر البنزين و 157 اوقية علي لتر المازوت
  • أيضا لا يمكن ان تستمر اي دولة في العالم في  تمويل نسية كبيرة من ميزانيتها من ضرائب علي المحروقات (فارق السعر) !!!  اليس هذا نموذج لدولة " الجباية " في أبهي تجلياته
  • لماذا فقط شركات تازيازت و سنيم و MCM يتم استثنائها من هذه الحالة ، اليست القطاعات الاخري بحاجة الي التطور ؟ الا تحتاج الزراعة و الصيد  و الخدمات ....الخ  محروقات هي الاخري ؟؟ الا تشكل هذه الحالة عقبة هيكلية  امام الانتاج و  الاستثمارات !!!

انها  حالة استثنائية و غير طبيعية و ربما نكون الوحيدين الذين لانزال نفكر بمنطق الجباية في المنطقة و العالم !!