إن من يتأمل في هذه الظاهرة الفريدة من نوعها ستحاصره أسئلة ملحة من قبيل : لماذا لا نفكر مستقبلا في الاستفادة من فائض الماء في الخريف لنروي به عطش المواطنين في الصيف؟ ولماذا لا نستغل هذا الفائض من مياه الأمطار في زراعة ما يسد رمق الجوعى في بلادنا، وهم الذين يعدون بمئات الآلاف؟
لستُ مهندس مياه ولا مهندس زراعة، ولا علاقة لي أصلا بالهندسة والتي كان آخر عهدي بها في الثانوية، وبالتأكيد فأنا لا أعرف كيف يمكننا أن نخزن مياه الأمطار ونحولها إلى ماء يسقي العطشى في الصيف، ولا أعرف كيف يمكننا أن نستفيد من هذا الماء الفائض في تحسين وزيادة إنتاج الزراعة المطرية، لا أعرف شيئا عن ذلك، ولكني ـ في المقابل ـ على قناعة تامة بأن هناك طريقة ما للاستفادة من هذا الماء الفائض، وعلى الحكومة أن تبحث عن تلك الطريقة، وأن تبدأ العمل بها.